فعلا أنها حيرة أن تضطر للكتابة عن امرأة مثل اليمنية المثيرة للقرف إلى حد التقيؤ توكل كرمان، والتي تقدم نفسها تحت تايتل واحد لا غير، حاصلة على جائزة نوبل للسلام، تصحو وتغفو على صفحات تويتر والفيسبوك وجميع مواقع التواصل وقناة الجزيرة، لتخنق أنفاسنا بإظهار هذه المخلوقة على الأثير. امرأة بلا شهادة أكاديمية معتبرة ولا ثقافة ولا منطق، سلاحها أقرب إلى التهريج أو ما يسمى في العراق بأسلوب (العدادات)، وهن بعض النسوة ممن احترفن مهنة النائحة التي يجلبها أهل المتوفى لتحفيزهن على البكاء والنواح على الميت. فهي كل عدتها أنها بالصدفة والتدليس أو أي خطأ بشري تقاسمت نوبل مع سيدتين أخريين، وطبلت لها قنوات الإخوان المتأسلمين وتلقفتها فضائية الجزيرة بسرعة الصاروخ لتطلقها في فضاء العروبة، وكأنها مدام كوري التي اكتشفت عنصري اليورانيوم والراديوم، فتلقفها نظام الحمدين ليحتفي بها الأمير الوالد وحرمه الشيخة موزة ويمنحها جواز سفر قطريا، ويسارع الإخواني التركي الآخر السيد أردوغان ليمنحها الجنسية التركية على اعتبار أن أجدادها تمتد جذورهم إلى العثمانيين.. امرأة مجهولة وخاملة أتذكر أنه كان لديها صفحة على الإنترنت تسميه صحفيات بلا حدود وتتوسل إلينا في مؤسسة المرأة العربية أن نوجه لها مجرد دعوة للمشاركة في أي فعالية، كان ذلك قبل عام 2011، وجاءت أحداث ربيع الإخوان، فيما بات لاحقا يدعى ظلما الربيع العربي، لنشاهد توكل ترقد على قطعة اسفنج في خيمة بائسة في دوار جامعة صنعاء، وتخرج علينا صباحا ومساء لتهتف ضد الحكم ارحل ارحل، هذا كل تراثها السياسي وكفاحها الوطني فهي أسهمت بشكل كبير في تدمير بلدها وتفكيك دولتها المستقرة، وفي رقبتها دماء آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ الذين سقطوا صرعى في أتون هذه الفتنة النائمة التي أيقظتها توكل ومن لف لفها من جمهور الإخوان، الذي يقال إنها عضو في مجلس شورى الجماعة المخربة، فلو كان هناك من يستحق المطالبة بإحالته إلى محكمة الجنايات الدولية بجرائم ضد الإنسانية بلا أدنى شك ستكون توكل كرمان، التي أسهمت في إزهاق عشرات الآلاف من الأرواح البريئة وفتحت تنور جهنم على الشعب اليمني الطيب، والذي ما زال حتى اليوم يكتوي بلظى جمر توكل وجماعتها، الذين هم من أدخلوا الحوثيين القتلة إلى صنعاء وعاثوا فسادا في أهلها وشوارعها. هذه التوكل التي يجلب النظر إلى شكلها الغثيان لا تعرف لها أرضا تقف عليها، فهي تنسب نفسها إلى المعسكر الذي يقف ضد الحوثي ولكنها تظهر على القنوات وتردح لقوات التحالف العربي الذي يريد استعادة اليمن من الذين اختطفوها وصادروا انتماءها وعروبتها. امرأة ممنوعة من الدخول إلى أغلب العواصم العربية، ليس لها بوابة سوى دوحة الحمدين لتملأ جيوبها بالريال القطري وترحل إلى بوابة إسطنبول لتستنشق عبير البسفور وتستأنس في أحد النوادي الليلية الذي تعرف هي عنوانه جيدا. ما أصعب هذه الحياة حينما تقذف بوجهك مثل هذه النكرات المجهولات وتملأ الفضاء بالصراخ والزعيق، ولا يمكن لك أن تفهم ماذا تريد هذه المخلوقة، تهاجم الإمارات والسعودية وتنتقد السيسي والسبسي وحفتر والسودان وأغلب عواصم العرب وتشيد بقطر ومواقف أردوغان، ليس لشيء إنما تميل وتتقافز مع اتجاهات ريح الجزيرة ومشتقاتها، كما أنها تلعن بريطانيا العظمى وتفتح باسمها في لندن مؤسسة للتنمية بأموال القطريين وتبشرنا قبل أيام بوصولها إلى بلاد العم سام الذي تكيل له كل يوم أنواع الاتهامات وتفتتح فرعا لها هناك. ليس هذا مهما فهذه البلدان كما هو معروف لها وضعيتها في الحرية ويمكن أن تقوم توكل بأريحية بتأسيس مؤسساتها التنموية؟ لكن السؤال الجوهري من أين تأتي ابنة كرمان بكل هذه الأموال لتغدق على مؤسساتها؟ وقد أعلنت سابقا أن قيمة نوبل المالية تبرعت بها لجرحى اليمن، قطر تدفع بلا شك لكن ماذا تستفيد من هذه النائحة والمهرجة فهي بلا قيمة أو أهمية تذكر لكن لقطر حسابات لا يعلمها سوى عزمي بشارة والراسخين في شؤون قطر. توكل ليس مهما أن تحملي لقبا أفرغته من محتواه، لأنك أصلا فارغة ونوبل أخطأت في منحك هذه الجائزة الرفيعة، وهذه ليست المرة الأولى في سجل الجائزة، فقد منحت للرئيس أوباما قبل أن يباشر عهدته الرئاسية حتى أن الصحفية الشهيرة ديانا سوير علقت على ذلك بعبارة لطيفة (إنها أغرب جائزة تمنح على النوايا). من لا يعرف توكل كرمان جيدا فليسأل عن ماضيها طلبة جامعة صنعاء القديمة ومن سكن في خيمتها الثورية التي أحرقت اليمن كلها وأدخلتها في نفق مظلم وتظهر علينا كل يوم داعية للسلام وحقوق الأطفال والديموقراطية.. حقا إنها إشكالية صعبة من واقع الحياة التي يقررها قانون الصدفة والمصادفات، والذي لا دخل للإنسان في صناعته. * كاتب عراقي