• «أنا مع منتخبنا غالباً أو مغلوباً»، هذه العبارة الحازمة والحاسمة التي أطلقها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حين عقد العزم لحضور مباراة منتخبنا أمام المنتخب الروسي، في افتتاح مونديال كأس العالم 2018 بروسيا، ليلة عيد الفطر المبارك الماضي ثم العودة مباشرة، لم تكن فقط بمثابة الإجابة الكافية والشافية على كل من قالوا لسموه إن منتخبنا يُحتمل أن يتعرض لخسارة قاسية قياسا على تواضع المستوى الذي عليه المنتخب، بل كانت تلك العبارة أيضا بمثابة «الدرس البليغ» في ريادة ثقافة التعامل والتفاعل مع المنتخب في السراء والضراء، في كافة استحقاقاته الكروية، وفي مقدمتها وأهمها مونديال كأس العالم. •• «أنا مع منتخبنا غالباً أو مغلوباً»، تلك العبارة الحاسمة والداعمة للمنتخب كانت بمثابة البلسم السامي والناجع والحكيم، الذي كان منتخبنا في أمس الحاجة إليه، خصوصاً بعد سقوطه المدوي في أولى مبارياته، فكان لذلك البلسم السامي الكريم الفضل بعد الله في إحياء ما أمكن إحياؤه من الروح ومخاصمة اليأس لدى لاعبي المنتخب، وكان لهم ذلك من خلال ذلك المستوى الإيجابي اللافت الذي قدمه منتخبنا في مباراته الثانية أمام منتخب الأوروغواي، وبرغم الهزيمة بهدف دون مقابل، إلا أنه كان قريباً من التعادل على الأقل، قياساً على سيطرته على أغلب مجريات المباراة، ولم يقف أثر وتأثير بلسم تلك العبارة «العبرة» التي أطلقها سمو ولي العهد بكل قناعة وحزم وحنكة، لم يقف الأثر والتأثير الإيجابيان لذلك عند ذلك المستوى المشرف للمنتخب في مباراته الثانية، بل تجاوزه إلى ما هو أكثر إبهاراً وثقة وتفوقاً في مباراته الثالثة والأخيرة في المونديال أمام المنتخب المصري، حيث تغلب منتخبنا على المنتخب المصري بهدفين مقابل هدف، وهو الفوز الأول للمنتخب بعد آخر فوز له في مونديال 94م أمام بلجيكا، وحققت مشاركة المنتخب في مونديال روسيا ثاني أفضل مشاركة للمنتخب بعد مونديال 94م الذي تأهل فيه المنتخب لدور 16! •• ولذلك تبقى حاجة أي منتخب عند انطلاق مشاركاته في أي استحقاق من قبل المعنيين به بشكل مباشر أو غير مباشر، وأعني بغير المباشر تحديداً الإعلام الرياضي سواء كان هذا الإعلام ضمن وفد مرافق للمنتخب لمواكبة مباريات منتخب بلاده من موطن الحدث، أو كان غير مرافق للمنتخب، تبقى حاجة المنتخب من قبل الجميع في هذه المرحلة خصوصا «مرحلة أثناء الحدث»، هي الدعم والتحفيز «أنا مع المنتخب غالباً أو مغلوباً»، وترك الخوض في مواطن القصور والخلل - بعد أي مباراة للمنتخب، للمتخصصين في هذا الشأن، وخصوصا الجهاز الفني للمنتخب، أما ما هو عكس ذلك من المواكبة الإعلامية الرياضية لنتائج مباريات المنتخب «أثناء الحدث» في الاستحقاقات الكروية الهامة بشكل عام ومونديال كأس العالم على وجه الخصوص، كأن تتغلب العاطفة على العقل لدى الإعلامي، فيأتي تناوله لإخفاق المنتخب ساخطاً وناقماً ومحبطاً وغير بناء، أما ما لا يليق ولا ينبغي أن يمرر من قبل المسؤول المباشر فهو استغلال أي إخفاق للمنتخب في تفريغ شحنات ميول نادوية مشينة، وللحديث بقية، والله من وراء القصد. تأمل: لكل مقام مقال، ولأمانة الكلمة حساب إن لم يكن عاجلاً فآجلاً.