• خلصت في الجزء السابق، من موضوع هذه الزاوية «المونديال دروس وعبر»، إلى أن دور الإعلام الرياضي خلال مواكبته لمشاركة منتخب بلاده في أي استحقاق من استحقاقات كرة القدم بشكل عام. ومونديال كأس العالم على وجه الخصوص، وأعني بالتحديد المواكبة الإعلامية المتعلقة بمرحلة «أثناء الحدث»، ينبغي أن يكون دور الإعلام الرياضي، في هذه المرحلة الهامة والحساسة جداً، داعماً ومحفزاً للمنتخب، وتتضاعف حاجة المنتخب الماسة، لهذا الدور المنشود من «إعلامه الرياضي»، بعد أي هزيمة يُمنى بها المنتخب، طالما لا يزال أمام المنتخب مباراة أو أكثر في جدول هذه المنافسة، هنا يصبح لدور الإعلام الرياضي الفاعل والداعم والباعث على التفاؤل، بالغ الأثر والتأثير إيجاباً، ليس على لاعبي المنتخب فحسب بل أيضاً على حث الجماهير المُحقة في تأثرها من هزيمة المنتخب السابقة، على عدم التخلي عن مؤازرة منتخبهم طالما لا يزال هناك مباريات تستوجب على الجميع الوقوف إلى جانبه حتى آخر مباراة له في هذه المحفل الكروي، هذا هو الدور المنشود من الإعلام الرياضي الرسمي، تجاه منتخب وطنه، طوال تواجد المنتخب في «معمعة المنافسة»، أو ما يُسمى بمرحلة «أثناء الحدث». •• وذلك ما كان منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، في أمس الحاجة إليه أو لبعض بعضه، في ليلة سقوطه المدوي نتيجة ومستوى. أمام المنتخب الروسي، بخمسة أهداف دون مقابل ضاعف من وقع هزتها وقوة إيلامها على كل السعوديين بشكل عام، والشارع الرياضي السعودي بشكل خاص، أن المباراة كانت باكورة افتتاح مباريات مونديال كأس العالم 2018 بروسيا، التي يتابعها السواد الأعظم من العالم، وفوق هذا تزامن هذه المباراة الافتتاحية مع ليلة عيد الفطر المبارك في المملكة العربية السعودية وعدد من الدول الإسلامية، إلا أن النتيجة الصادمة عكرت صفو الشارع السعودي، بمن فيهم الشريحة التي منت النفس بنتيجة لا تقل عن التعادل، فهي بمثابة نتيجة إيجابية في مباراة افتتاحية وأمام المنتخب المستضيف وعلى أرضه وبين جماهيره فإذا كانت هذه الشريحة «الواقعية» في تمنيها، قد صدمت بالنتيجة الثقيلة، فما بال الشرائح الأخرى التي بنت آمالها على المبالغة والتنظير ورفع سقف الطموح دون موضوعية ومن خلال طرح يومي «مُفخخ» من قبل بعض الإعلاميين الرياضيين طوال أشهر سبقت بداية المونديال وهي المرحلة التي تسمى «ما قبل الحدث» وتتطلب التحليل للواقع بكل تبصر وخبرة واختصاص. دون تجميل ولا مبالغة. •• هذا البعض من الإعلاميين كان أول من انبرى لصب جام غضبه وسخطه على المنتخب في أعقاب تلك البداية الصادمة ناسياً أو متناسياً ما تبقى للمنتخب من مباريات، وكل تلك التنظيرات والتطمينات و«كله تمام» ومباراة روسيا في الجيب وستجعل عيدنا عيدين.. إلخ، وبمجرد سقوط المنتخب وردود الفعل القاسية والجارحة، وخصوصا من رئيس اتحاد القدم عادل عزت، ولوا ظهورهم إلى «دراما» وكتاباتهم إلى تجريح..! •• ولولا الله ثم «البلسم السامي والحكيم» من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وقوله بعد تلك الانتكاسة مباشرة: «أنا مع منتخبنا غالباً أو مغلوباً»، لما قامت للمنتخب قائمة. وللحديث بقية والله من وراء القصد. تأمل: تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في جماعة