تربع على عرش أغنى رجل في العالم رجل الأعمال الأمريكي الرئيس التنفيذي لشركة (أمازون) السيد (جيف بيزوس)، بعد أن تخطت ثروته (150) مليار دولار، وبهذا الرقم تجاوز رجل الأعمال الأمريكي (بيل جيتس) مالك شركة (مايكروسوفت) الذي تبلغ ثروته (93.7) مليار دولار. تأسست شركة أمازون في عام 1994، أسسها (جيف بيزوس) بعد أن استقال من عمله كنائب رئيس شركة (دي أي شو إن كميتي) إحدى شركات (وول ستريت) وانتقل إلى سياتل، ومنها وبعد محاولات عديدة نجح في إنشاء شركة (أمازون.كوم) في الخامس من يوليو 1994، حيث يحتفل بعيد ميلاد الشركة في هذا الشهر، وفي عام 1995 تم إطلاق موقع الشركة على الإنترنت باسم (أمازون.كوم)، والاسم يأتي من نهر الأمازون أكبر نهر في العالم تمشياً مع حلم المؤسس لأن تكون شركته الأكبر في العالم. وحرص على أن يكون حرف الألف أول حروف اسم الشركة لأن تتقدم شركته الترتيب الأبجدي للحروف وتصبح على قائمة وصدارة الشركات. وفي 19 يونيو 2000، ظهر اسم أمازون كسهم يشبه شكل الابتسامة يمتد من حرف الألف إلى الياء، وذلك إشارة إلى أن الشركة توفر كافة المنتجات من الألف إلى الياء، وبعد اطلاعه على تقرير حول مستقبل الإنترنت وتفاءل به، حيث توقع التقرير أن نمو التجارة الإلكترونية سنوياً سيصل إلى نسبة 233%، وعندها وضع خطته الأولى بوضع 20 منتجا يمكن تسويقها على الإنترنت، ثم اختصرها إلى 5 منتجات أساسية عليها الطلب الأكبر وهي الأقراص المدمجة وأجهزة الحاسوب والفيديو والكتب. وبعد تجاوز بعض الصعوبات والأزمات التي شككت في قدرتها على الاستمرار، وبعد احتجاجات من المساهمين، فاجأت الشركة المساهمين في عام 2001 بأرباح وصلت إلى 5 ملايين للسهم الواحد. وكانت بداية الانطلاقة لتتصدر الشركات العالمية، وفي عام 1999 أطلقت مجلة التايم على (جييف بيزوس) رئيس الشركة لقب (رجل العام)، تقديراً له في نشر التجارة الإلكترونية في العالم. وفي عام 2016 أعلنت (أمازون مارت) في شهر أكتوبر عبر خططها لبناء متاجر تموينات وتطوير مواقع على الأرصفة للأكل. وبهذا تكون انتقلت الشركة من متجر لبيع الكتب الإلكتروني إلى متجر لبيع كل احتياجات البشر من الكتاب إلى الغذاء. وفي خطوة إستراتيجية لدخول الأسواق الخليجية تم الإعلان رسمياً عن استحواذ شركة أمازون على شركة (سوق.كوم) الإماراتية ومقرها دبي، وهي أحد أكبر المتاجر الإلكترونية في الوطن العربي ولديها 400 ألف منتج، ولها فروع في العديد من الدول العربية بما فيها المملكة العربية السعودية، وأصبحت شركة (أمازون.كوم) مسيطرة على السوق الخليجية والعربية، ووصل عدد موظفي الشركة إلى 341 ألف موظف في مختلف أنحاء العالم. وتربح سنوياً نحو 2.5 مليار دولار وتصل أصولها إلى نحو 83.5 مليار دولار. وفي إحدى زيارات سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد إلى الولاياتالمتحدة التقى سموه مع رئيس شركة (أمازون.كوم) ضمن اللقاءات الثنائية للتعاون مع المملكة. والحقيقة تعتبر التجارة الإلكترونية أكبر وأقوى منافس لتجارة التجزئة التقليدية في الدول النامية. ويرى البعض من صغار المؤسسات العاملة في تجارة التجزئة أن هناك خطرا كبيرا سيواجهونه حال دخول (أمازون.كوم) للسوق السعودية أو فتح متاجر للبيع مباشرة. ورغم قناعتي بأن التجارة حرة والبقاء للأصلح والأرخص للمستهلك إلا أنني أطالب بمناقشة هذا الموضوع من قبل وزارة التجارة لمعرفة الآثار السلبية على عشرات الآلاف من تجار التجزئة وكبار المستوردين. وبعد شراء أمازون سلسلة متاجر السلع العضوية (هول فودز) أصبح لدى بقية المتاجر وصغار تجار التجزئة قلق كبير على مستقبلهم. ولاسيما أن سياسة أمازون هي إحداث تغيير في قطاعات كاملة في الاقتصاد على حساب التجار التقليديين وبمنافسة شرسة في السعر والجودة. وتغيرات في سلوك المستهلك في الشراء بدلاً من التسوق شخصياً إلى التسوق إلكترونياً من أي موقع في العالم. وأخيراً تخطط (أمازون.كوم) السيطرة على أسواق الصحة من احتياجات المرضى إلى الدواء ومستلزمات الرياضة والجمال. وبعد صفقة شراء أمازون لصيدلية (بيبيلياك) الإلكترونية بنيويورك بقيمة مليار دولار أصبح لدى قطاع الأدوية في الولاياتالمتحدة قلق كبير خوفاً من السيطرة على قطاع قيمته نحو 560 مليار دولار. وعلى أثر هذه الصفقة انخفضت أسهم أكبر شركات الأدوية المساهمة بنسب وصلت إلى 13%، وبدخول أمازون قطاع الصحة، تصبح الأسواق التجارية والصحية مهددة بالإقفال أو الاندماج أو البيع لشركة أمازون. وهذه رسالتي اليوم.. ماذا أعدت وزارة التجارة والاستثمار لحماية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال تجارة التجزئة ومجال الأدوية والصحة؟ وهو قطاع كبير جداً في المملكة يعمل به آلاف السعوديين، وأخشى من الآثار السلبية لسيطرة شركة (أمازون.كوم) على تجارة التجزئة وتجارة الأدوية والمستلزمات الصحية. * كاتب اقتصادي سعودي