شهد القرن الأفريقي حدثاً مهماً تمثل في زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى إريتريا. وجدت هذه الزيارة صدى واسعاً في وسائل الإعلام العالمية، ورصدت كاميرات التلفزيون في البلدين فعاليات الزيارة منذ أن هبطت طائرة رئيس الوزراء أرض مطار أسمرا، وكان في استقباله الرئيس الإريتري أسياس أفورقي وكبار المسؤولين في الدولة ورجال السلك الدبلوماسي من الدولتين. أما الإنسان الإريتري فقد عبر عن فرحته بالزيارة من خلال الحشود الهائلة من البشر التي اكتظت بها شوارع العاصمة من الجانبين حاملة وملوحة بأعلام البلدين، مرحبة ترحيباً حاراً بالضيف وصحبه. على الصعيد الإنساني، رأبت هذه الزيارة صدعاً عميقاً مزق أواصر كثير من الأسر المتصاهرة بسبب الحرب، لتكون بلسماً لجراح عميقة وفتح بوابة للسلام بين البلدين. أما على الصعيد الاقتصادي، فقد فتحت الزيارة الأبواب على مصراعيها للتبادل التجاري بين البلدين الذي سيتمخض عنه انتعاش اقتصادهما بما يعود بالنفع لكليهما، ويسهل على إثيوبيا حركة صادراتها ووارداتها عبر البحر الأحمر، إضافة إلى فتح خطوط الطيران بين أديس أبابا وأسمرا. وعلى الصعيد السياسي، تعد خطوة ممتازة تحسب للقيادتين كبادرة يمكن أن تكون نموذجاً للسلام وإنهاء كثير من الصراعات في القارة الأفريقية. [email protected]