• بعد إجازة لبضعة أسابيع تعود هذه الزاوية في أعقاب انتهاء مشاركة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، في مونديال روسيا 2018، الذي لا يزال وهو في منحنى وداعه يقدم لنا المزيد والمثير والمفيد من الدروس والعبر في عالم كرة القدم. •• ومن وجهة نظري الشخصية أن أي تناول إعلامي على مستوى الإعلام الرياضي بمختلف وسائله حين يستهدف مواكبة مباريات المنتخب في أي استحقاق من استحقاقات كرة القدم متعددة الجولات بشكل عام ومونديال كأس العالم على وجه الخصوص، أقول إن أي تناول من تلك التناولات الإعلامية «الآنية» من خلال أي منبر من منابر إعلامنا الرياضي الرسمي يفترض أن يُبنى من خلال المشاركين في طرحها على حقيقة بالغة الأهمية، وهي أن أحوج ما يحتاجه أي منتخب في العالم من إعلامه الرياضي بعد بدء أولى مبارياته في أي محفل كروي وخصوصا مونديال كأس العالم هو الدعم والتحفيز ورفع المعنويات، والإشادة بأي إيجابيات مهما كانت نسبتها، وترك مواطن الضعف والقصور لذوي الاختصاص والتخصص في أدق تفاصيل لعبة كرة القدم، ذلك هو أحوج ما يحتاجه أي منتخب في العالم من إعلامه الرياضي، من أول مباراة حتى آخر مباراة له في مونديال كأس العالم مهما آلت إليه نتيجة كل مباراة، بل إن المنتخب يكون أشد عوزا وأمس احتياجا لهذا الدعم والتحفيز وشحذ الهمم ونبذ اليأس والانكسار عندما يُصدَم ويَصْدُم موطنه وجماهيره بسقوط ذريع ونتيجة مدوية وأبعد ما يكون عن أدنى الآمال والتطلعات. •• نعم في مرحلة بدء المنتخب لخوض غمار مبارياته في مونديال كأس العالم، من حق الإعلام الرياضي أن يأسى ويتألم ويحزن أمام كل مستوى هزيل أو هزيمة صادمة يتعرض لها منتخب بلاده، شأنه شأن كل مواطن غيور على كل ما يمت لتراب وطنه بصلة. لكن من حق منتخب الوطن عليه في تلك المرحلة الحرجة كإعلام رياضي أن «يطوي جناحه على جراحه» وهذا قدر وواجب كل إعلامي مهني ومتمرس، وينذر نفسه لقول أو كتابة كل كلمة باعثة على التفاؤل وتستنهض ما يمكن استنهاضه من همم لاعبي منتخبه، حتى آخر صافرة يطلقها الحكم في آخر مباراة للمنتخب، وإن لم يستطع فليصمت، لأن الكلام الذي لا يخدم المصلحة العامة في تلك المرحلة الحرجة ومن خلال الإعلام الرياضي الوطني المسؤول، كثيرا ما يقتات عليه الصائدون في الماء العكر، وخصوصا أسراب الذباب والبعوض والغربان في «دويلة الخزي والإرهاب والنعيق»، وللحديث بقية. والله من وراء القصد. تأمل: القنص بالركادة والتسرع جهالة.