ذهب منتخبنا إلى الدوحة يحمل معه التاريخ والطموح والدعوات، ولكنه حمل معه، أيضا، متغيرات سلبية هادمة، فأخطاؤنا الداخلية وعدم معالجتها بجدية ضربت في المشاعر الرياضية، وزاد من تأثيرها أن الإعلام الموجه كرسها لتحقيق أهداف ضيقة، بدلا من معالجتها، حتى أنها وصلت إلى اللاعبين.. للمرة الأولى نهزم في المدرج قبل أن تبدأ المباراة، فالكثرة كانت للجماهير السورية، ولكن غياب الجماهير السعودية هو الذي منحها مساحات التفوق، فالجميع شاهد تأثير الجماهير السورية وقدرتها على بث الحماس في لاعبي منتخبهم. للمرة الأولى، تأخذ قائدا للمنتخب الظنون السوداء، بل ويروج لها إعلاميا وبطريقة غير مسؤولة، فقائد المنتخب ظهر في برنامج رياضي، وذكر أن هناك من لا يود للمنتخب أن يفوز بكأس آسيا، وكذلك يتمنى هذا الجمهور حسب زعمه أن لا يسجل هو أي أهداف. الغريب أن هذا الشعور السلبي الذي حمله قائد المنتخب، بالرغم من خطورة تأثيره، لم تتنبه له إدارة المنتخب، ولم تنبه قائد المنتخب لخطورة طرحه على زملائه اللاعبين، وقد رأينا كيف كان الفريق متوترا وفاقدا التركيز، بل إنه أي القائد كان خارج المباراة نتيجة هذه المشاعر الضاغطة.. مدرب المنتخب يبدو أنه هو الآخر أخذ نصيبه من محتوى سلة الإعلام، وجاءت خياراته وأفكاره وخططه مرتبكة ومربكة. لم نفقد كل شيء، ولكن الهزيمة صعبت مهمتنا، ونحتاج لمعالجات سريعة للخروج من مأزقها، خصوصا أن الفريقين الأردني والياباني قدما مباراة كبيرة توحي بأن الطريق المؤدي للدور الثاني مليء بالعقبات.. لم يعد هناك متسع من الوقت لتقاذف كرة النار، فالمنتخب يحتاج للملمة الأوراق واستنهاض الهمم وإعادة الثقة للاعبين، فخروجنا من الدور الأول سيكون ضربة موجعة للمنتخب السعودي، الذي له مكانة كبيرة في الكرة الآسيوية.. لست ممن ينادون بالحلول المعتادة، وأعني به تغيير المدرب، ولكن يبدو أننا بحاجة لصدمة إفاقة، وليست لدينا خيارات كثيرة لأحداث هذه الصدمة إلا بتغيير المدرب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن، هل ناصر الجوهر هو البديل الأنسب، وهو الذي سبق وأن عجز عن الإتيان بالحلول وهو على رأس الجهاز الفني، في رأيي، كان الأفضل تشكيل لجنة فنية بقيادة عميد المدربين السعوديين الكابتن خليل الزياني، صاحب التاريخ العريض مع المنتخب السعودي. ليس لدينا كجماهير وإعلام إلا دعم مسيرة المنتخب، وأن نحتفظ بكل مأخذنا، وأن ندعو الله أن يوفق لاعبينا في تجاوز الأزمة، وهم قادرون على ذلك، فالتاريخ معهم، ولديهم من الإمكانيات ما يجعلهم يتفوقون على الظروف المحيطة بهم مهما كانت كبيرة.. تمنياتنا لمنتخبنا بالتوفيق.