جاء إطلاق السعودية ممثلة في «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» لمشروع «نزع الألغام في اليمن» كرسالة للعالم أن السعودية لا تعمل فقط لإحلال الأمن والسلام والاستقرار وعودة الشرعية لليمن وإنهاء احتلال ميليشيات الحوثي الإيرانية لدولة عربية عريقة؛ وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني المغلوب على أمره؛ بل لإنقاذ أجيال اليمن القادمة من شر هذه الألغام التي زرعتها ميليشيات الشر والطائفية التي تكن للشعب اليمني ليس فقط العداء والحقد بل ترغب أن يعيش الشعب اليمني في مرحلة الفقر والجوع ونقص الأموال وأن تسومهم سوء العذاب وتذبح أبناءهم، بالإضافة أنها تعمل على قتلهم بالموت المفاجئ عبر زرع الألغام. وعندما يَصل «عدد الألغام لغاية الآن إلى أكثر من 600 ألف في المناطق التي تحررت من ميليشيات الحوثيين، إضافة إلى 130 ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن، وهي من الأنواع المحرمة دولياً، و40 ألف لغم في محافظة مأرب، و16 ألف لغم في جزيرة ميون» فإن هذا الكم الهائل من الألغام البرية والبحرية المحرمة دوليا يؤكد المؤكد أن هذه الميليشيات الانقلابية المدعومة من نظام ولاية الفقيه ليست لها إلاًّ ولا ذمة، نقضت العهود وأهلكت الحرث والنسل وانتهكت الحرمات ودمرت البيوت وارتمت في أحضان ولاية الفقيه المقيتة. وعندما يقتل ويجرح «منذ كانون الأول (ديسمبر) 2014 وحتى كانون الأول 2016 ، 1539، نتيجة زراعة الألغام فضلا عن تسبب الألغام في إعاقات دائمة وكلية لأكثر من 900 شخص معظمهم من النساء والأطفال، وفي محافظة تعز وحدها 274 حالة بتر لأطراف وإعاقات دائمة، منها 18 حالة فقدان بصر»، ناهيك أن «عدد قتلى الألغام وصل في محافظاتعدن ولحج وأبين وتعز إلى 418 قتيلاً و1775 جريحاً، بالاضافة إلى سقوط 380 قتيلا و512 جريحاً في كل من محافظتي الجوفومأرب»؛ هذا يعني حتما استمراء القتل والإصرار على إزهاق النفس البشرية واستهداف الشعب اليمني. السعودية التي تسعى لإحلال السلام تقول وتفعل؛ حيث رصدت لمشروع نزع الألغام «مسام» 40 مليون دولار، في هذا المشروع الذي يستمر لمدة عام يتوزع على خمس مراحل، تبدأ في التجهيز والتدريب وإعداد الفرق الميدانية لنزع الألغام، ثم الانتشار في الميدان، ونقل الخبرة إلى الكوادر اليمنية. مشروع نزع الألغام السعودي ليس الأول ولن يكون الأخير والهدف من المشروع هو الديمومة، وأن يخلف وراءه خبرات يمنية متمكنة تستمر في عملية نزع الألغام، ليصبح اليمن أرضاً بلا ألغام، فضلا عن «القدرة على التغلب على كل الألغام المبتكرة التي تستخدمها الميليشيات، وكذلك العبوات الناسفة»، خصوصا أن المشروع «يستخدم أحدث ما توصلت إليه التقنية والأجهزة المتطورة في نزع الألغام». بالإضافة إلى تجهيز 32 فريقاً للعمل داخل الأراضي اليمنية خلال مرحلة إعداد فرق «مسام»، وخمس فرق متخصصة للتدخل السريع وتفكيك العبوات الناسفة، إضافة إلى الاستعانة بوسائل حديثة ومتطورة، للكشف عن المتفجرات. لقد تسبب الانقلابيون الحوثيون من خلال الحرب التي أشعلوها بدعم فاضح من النظام الإيراني وعملائه من حزب الله في تدمير منظم لليمن، وأصبح اليمن يواجه كارثة إنسانية كبرى لم يشهد لها مثيل في العالم، بسبب سيطرة الميليشيات الحوثية وسعيهم لتحقيق مآرب طائفية بهدف تثبيت الانقلاب وفرض الأمر الواقع؛ حيث، أمعنوا في التنكيل بالشعب اليمني، والتسبب بمعاناة حقيقية وكارثة إنسانية. والمملكة ستستمر في دعم الشعب اليمني و «لن تتخلى عنه خلال هذه الأوقات العصيبة»، وستستمر في عملها بمساعدة الشعب حتى يندحر الحوثي تماما ويلجم النظام الإيراني ويعود اليمن عربيا أصيلا كما كان.