واقفاً على ذكريات الراحلين، وزمان الطيبين، ومفتقداً وقتا مضى جمعت فيه المائدة الرمضانية عبدالله العجروش بوالديه الراحلين، وإخوته الباقين، على إفطار مكون من التمر والقهوة، وسط أجواء لن يعيد الزمن شيئا من ملامحها الجميلة. يروي العم عبدالله في حديثه إلى «عكاظ» أن اجتماعات رمضان قديماً بين رفاق جيله لم تكن تخلو من الفعاليات المتنوعة والألعاب الشعبية التي تشارك فيها العجروش وأهالي الحي لملء أوقاتهم، يقول: «كنا كثيراً ما نستمتع بلعبة أم تسع والضومنة وسباقات، جاكم السليسل والكيرم والبلوت والدنانة، الألفة كانت قديماً أرحب، والمحبة أكثر، الاجتماعات الأسرية كانت تشمل الصغار والكبار، والألعاب الرمضانية كان الجميع يشارك فيها». ويشير العجروش إلى أن التغير في العادات الرمضانية لم يقف على حدود الزيارات والاجتماعات فحسب، بل جاوز ذلك إلى تغير الساعة البايولوجية لدى الناس في الوقت الحاضر، يقول: «يفطر الآن الشبان مع بعضهم في جلسات منفردة على عكس الماضي، تستيقظ الأسرة منذ ساعات الفجر الأولى، وننام بعد التراويح، الآن اختلف الوضع تماماً، أصبح الليل نهاراً والنهار ليلا». العجروش الذي يفتقد السحور العائلي الآن، الذي كان مكوناً من التمر واللبن، يقول:«كنا نتسحر بين إخواني وأخواتي قديما بتمر ولبن، الآن، أصبحت الكبسة سيدة المائدة، والطبق الرئيسي على السحور».