أكدت عميدة سائقات المركبات في منطقة الباحة عمساء بنت هاظل أنها ستكون أول سائقة سعودية رسمية في منطقة الباحة، مع بدء السماح بذلك في العاشر من شوال، وكشفت ل«عكاظ» إتقانها العملي للقيادة منذ 40 عاما، واعتمادها على الخبرة العملية، موضحة أنها لم تسجل مخالفات أو حوادث مرورية، مشيرة إلى أنها تعلمت القيادة واشترت سيارة من باب الضرورة وليس الترف، وأكدت أنها طوال هذه الفترة لم تتعرض لأي نقد اجتماعي في بادية العقيق، كون محيطها الاجتماعي متفهم لظروفها. عمساء سعيدة وهي على مشارف العقد السابع بتمكين المرأة من القيادة وممارسة أحد حقوقها اليومية في ظل أنظمة وتشريعات وقوانين تحفظ حق الجميع وتمنع التجاوزات وتحد من المخالفات، إذ كانت في شبابها ترافق خالها في مشاويره إلى المدينة، حتى تعلمت القيادة وأتقنت إصلاح أي خلل في السيارة، لافتة إلى أن ما دفعها إلى ذلك صعوبة الحياة في البادية ومرض والدتها وحاجتها إلى نقلها للمستشفى بشكل مستمر، وثمنت لخالها وزوجها المقيم في الرياض حينها حرصهم على تعليمها قيادة السيارة، كون موت والدها فاجأ أسرتها الصغيرة في وقت مبكر، ولم يبق في البيت سوى والدتها ترعاها وتلبي حاجاتها. واشترطت عمساء على زوجها تعليمها القيادة، فبارك الفكرة ودعمها، خصوصا أنه كان يقيم في الرياض وهي في محافظة العقيق بمنطقة الباحة، ما ساعدها في الاعتماد على نفسها في تدبير شؤون منزلها وتأمين ما يلزم من ماء وحطب ومواد غذائية، وأوضحت أنها كانت حريصة على القيادة بهدوء وتبصر وسعة صدر وحضور حواس، لتفادي تعرضها لأي مخالفات مرورية، وعندما كانت تنقل أمها إلى المستشفى تعبر الطرق الترابية الفرعية، حتى تقترب من الطريق المعبد، ثم تحمل أمها على كتفها وتوصلها إلى المستشفى حتى لا تتعرض للمخالفات المرورية. وأشادت عمساء بقرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، مؤكدة أنه سيترتب عليه حل مشكلات كثيرة لسيدات متضررات ولا يعلم بحالهن إلا الله.