أربعة عقود من قيادة عمساء بنت هاظل للسيارة قضتها دون مخالفات وحوادث مرورية في محافظة العقيق بمنطقة الباحة، وبلا ضجيج، ترى في قيادتها «ضرورة» لا ترفاً، إذ خيم «نقل والدتها من البادية إلى المستشفى بشكل دوري» على ذهن عمساء، ما دفعها لشراء سيارة، خصوصاً أن بداية تعلمها للقيادة جاء عبر النظر، كونها اعتادت على مرافقة خالها في مشاويره. «قسوة الحياة في البادية» عجنت علاقة عمساء بقيادة السيارة، إذ تقول ل«عكاظ» إنها بدأت بتعلم القيادة عبر النظر قبل 40 عاماً «كنت أرافق خالي في مشاويره إلى المدينة، حتى تعلمت القيادة وإصلاح عدد من المشكلات في السيارة أيضاً». وبلغة عفوية لا يجد «التكلف» مكاناً بين أحرفها، تشير عمساء إلى أنها اعتمدت على خالها ومن ثم زوجها المقيم في الرياض في تعلم قيادة السيارة، كون موت والدها فاجأ أسرتها الصغيرة في وقت مبكر، ولم يبق في البيت سوى والدتها ترعاها وتلبي حاجاتها. وأضافت «لاحقاً، اشترطت على زوجي تعليمي القيادة، فبارك الفكرة ودعمني خصوصاً أنه يقيم في الرياض وأنا في محافظة العقيق بمنطقة الباحة»، لافتة إلى أنها اعتمدت على نفسها في تدبير شؤون منزلها «أعتمد على نفسي في تأمين ما يلزم من ماء وحطب ومواد غذائية». ولم تتعرض عمساء لنقد اجتماعي في بادية العقيق، كون محيطها الاجتماعي متفهما لظروفها، نافية تعرضها لأي مضايقات بسبب القيادة كونها تتفادى الزحام والشوارع الرئيسية «حتى عندما كنت أنقل أمي إلى المستشفى أعبر الطرق الترابية الفرعية، وحين أقترب من الطريق المعبد، أحمل أمي على كتفي وأوصلها إلى المستشفى حتى لا أتعرض للمخالفات المرورية». وترى عمساء في الأمر السامي قراراً تاريخياً، يترتب عليه حل مشكلات كثيرة لسيدات متضررات ولا يعلم بحالهن إلا الله، مثمنة قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.