«ثريا جان» اسم ارتبط بمنطقة البلد منذ 50 عاماً لسيدة ولدت وترعرت في حارة اليمن، ثم انتقلت منها لمكان آخر، إلا أن عشقها للمنطقة أبى على روحها أن تفارقها، بل دفعها رغم البعد لتعميق العلاقة بها. تطوعت في مؤسسة جدة وأيامنا الحلوة، ثم توجهت للإرشاد السياحي لمعرفتها التامة بالمنطقة وتفاصيلها الدقيقة ومكنونات تراثها وتاريخها. تعشق ثريا «الأنتيكات» والمقتنيات التراثية القديمة التي تذكرها بحارتها الأولى ومنطقة البلد عموماً داخل السور الذي بناه حسين الكردي -أحد أمراء المماليك في حملته عندما اتجه ليحصن البحر الأحمر من هجمات البرتغاليين- وتمت إزالته في عام 1947 لدخوله منطقة العمران. وتعتبر أول أمرأة تخوض الهواية المتعبة والمكلفة في جمع التراث والمقتنيات القديمة، وبدا اهتمامها بذلك منذ ثلاثة عقود تقريباً حتى تمكنت قبل خمس سنوات من افتتاح مقعد «دكان البلد» و«هروج حجازية». استطاعت «ثريا جان» جمع مقتنيات تراثية قديمة، كانت بدايتها من إحدى الغرف بمنزلها الذي حولته إلى ما يشبه المتحف المصغر، وبعد أن وجدت استحسان الكثير من خلال زياراتهم حولتها إلى «تجارة» ولكن من نوع مختلف. كل قطعة قديمة معروضة لدى «ثريا جان» لها محبة خاصة في قلبها، كالعود العراقي في «الدكان» له محبة خاصة، وآلات العرض السينما اليدوية التي يعود عمرها إلى 150 عاماً، وآلة السينما الكهربائية (120 عاماً)، ومندف القطن وغيرها من القطع القديمة الأخرى المعروضة (100 عام). تطورت هواية جمع التراث مع «ثريا»، فأصبحت تدخل وتنافس في «المزادات» للحصول على القطع القديمة وبيعها، لتتحول إلى مهنة وصنعة ليس لها وحدها بل لكافة عائلتها الذين بحثوا لها عن كل مقتنى تراثي قديم. استطاعت ثريا جمع مقتنيات تراثية قديمة من «المدينةالمنورة، ومكة المكرمة والطائف، والأحساء، والرياض»، ومن خارج المملكة، وعبر منصات التواصل الاجتماعي.