لم يكن في خلد الطفل عبدالرحمن علاء، وهو في سن العاشرة، أن يصبح وحيدا من دون والديه، إذ عاش رضيعا بعمر الأربعة شهور من دون رعاية الأب، ومع بلوغه سن العاشرة، فقد حضن الأم. ففي مساء الاثنين الماضي توفيت أم «عبدالرحمن» بعد أن دخلت في غيبوبة جراء خطأ طبي أثناء «غسيل كلوي» على حد اتهام أقاربها. يقول عون العامري (شقيق الضحية) ل«عكاظ»: إن القصة بدأت فصولها في عام 1429 عندما شد والده الفلسطيني رحاله إلى بلده وتحديدا «غزة» تاركا فلذة كبده مع أمه السعودية وحيدا متخليا عن مشاعر الأبوة والإنسانية، واصفاً حالة الطفل بالحزينة، فالأب رحل ولم يسأل عن طفله الرضيع أو زوجته التي علقها بلا مبرر. ويضيف: بعد أن يئست زوجته من عودته تقدمت للمحكمة العامة في بيشة بطلب «خُلع» والطلاق من الزوج الغائب وتم لها ذلك، وقامت بتربية طفلها وسط العديد من الصعوبات حتى وافتها المنية. ولفت إلى أن الطفل عبدالرحمن يدرس بالصف الرابع الابتدائي ولا يتذكر عن والده شيئا، افتقده بعمر الرضاعة ولم يشاهده حتى الآن، مبينا أنهم تلقوا اتصالا من الأب ليلة البارحة قدم خلاله العزاء لهم في وفاة زوجته وأخبرهم أنه عَلِم بخبر الوفاة الأسبوع الماضي من خلال ما نشرته «عكاظ» عن القضية وهو في غزة.