صبغة مختلفة ستلون دوري المحترفين السعودي الذي أطلق عليه أخيرا دوري النجوم بعد أن دعمت الهيئة العامة للرياضة استقطاب مدربين متخصصين في تحقيق بطولات الدوري بمختلف الفئات. وسيتواجد في النسخة المقبلة من الدوري السعودية (9) مدربين حتى الآن حققوا (25) بطولة دوري مختلفة في (12) دولة، منها (8) دول لاتينية، و(3) في دول أوروبية، فيما نجح (3) مدربين بتحقيق الدوري السعودي من قبل. ودعمت الهيئة (6) أندية مختلفة بإحضار مدربين حققوا جميعهم بطولات الدوري منهم (5) نجحوا بالظفر بدرع الدوري في الأندية التي يقودون دفتها فنيا الموسم الماضي، فيما أبقت ناديين على مدربيهما بسبب سيرتهما الذاتية الجيدة ونجاحاتهما السابقة أقدمهما التونسي فتحي الجبال الذي ظفر بدوري تاريخي مع الفتح عام (2013). وأعاد النصر مدربه السابق الإرجوياني دانيال كارينيو والذي حقق معه لقب الدوري السعودي موسم (2014) بعد غياب (19) عاما، علما بأن الأشقر قد حقق بطولة الدوري في بلاده مرتين أحدهما عام (2000) مع نادي مونتيفيديو وندررز بالدرجة الأولى، ثم قاد ناشيونال لتحقيق دوري بلاده عام (2003). ويعد المدرب الأرجنتيني المخضرم رامون دياز العائد للسعودية للتدريب من محطة الاتحاد بعد تجربته الناجحة مع الهلال والتي حقق خلالها بطولة الدوري الموسم قبل الماضي، وأسهم كثيرا في تحقيق الزعيم لبطولة الدوري للموسم الثاني رغم إقالته قبل نهايته بخمس جولات هو أكثر المدربين خبرة بتحقيق البطولة الأهم على مستوى الدول، إذ سبق وحقق الدوري الأرجنتيني (6) مرات بصيغتيه القديمة (أبراتورا) والحديثة (كلاوسورا) مع ناديي ريفربليت (5) مرات ونادي سان لورينزو. ويأتي مدرب الفيحاء الأرجنتيني جوستافو كوستاس ثاني أكثر مدرب حقق دوريات من مدربي الدوري، إذ نجح بحمل كأس الدوري (5) مرات مع (4) أندية في (4) دول لاتينية هي البيرو والبارغواي والإكوادور وكولومبيا. وحرصت الهيئة على إحضار (5) مدربين حققوا الدوري العام الماضي، أبرزهم مدرب الأهلي الأرجنتيني بابلو غويدي الذي حقق الدوري في تشيلي الموسم الماضي مع كولو كولو، فيما حقق دوريين على مستوى الدرجة الثالثة مرة مع إسبانيا عام 2011 مع نادي إل بالو، والأخرى مع نويفا شيكاغو. فيما رفع مدرب الاتفاق الأرغوياني ليوناردو راموس درع الدوري الأرجوياني مرتين أولهما مع نادي دانبيو عام (2013) والثانية مع الشهير بينارول العام الماضي. وظفر الوحدة بالمدرب الأشهر في البرازيل بالوقت الحالي فابيو كاريلي مدرب كورنثيانز، الحائز معهم على لقب الدوري عام 2017، فيما اتفقت إدارة الشباب مع المدير الفني لاندرلخت البلجيكي رينيه فايلر ذي الجنسية السويسرية والذي حمل كأس الدوري البلجيكي العام الماضي. ودعمت هيئة الرياضة القادسية في استقطاب المدرب الصربي إلكسندر ستانوجيفيتش حامل دوري بلاده لمرتين مع بارتيزان عامي (2010/ 2011). وفي الوقت الذي فضل التعاون التعاقد مع المدرب البرتغالي بيدرو إيمانويل المشهور بتطوير المواهب والأندية بدعم من الهيئة، فإن الرائد جدد ثقته بالصربي إلكسندر الذي ساهم في نجاة ناديه من الهبوط. وتبلغ عدد بطولات الدوري التي حققها (9) مدربين سيتولون قيادة الدفة الفنية للأندية الموسم المقبل في السعودية (25) بطولة، والعدد مرشح للازدياد مع نية أندية الهلال حامل اللقب، ووصيف كأس الملك الفيصلي والباطن والحزم وأحد استقطاب مدربين عالميين ذوي جودة عالية بدعم من الهيئة. وستزيد هذه الأسماء المتواجدة في الدوري السعودي من قوته وإثارته وحدة منافسته، سعيا من الهيئة لجعل الدوري واحدا من أقوى (10) دوريات على مستوى العالم خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. فنيون: خطوة سترفع من قيمة الدوري فنيا وإعلاميا واستثماريا وصف النقاد الفنيون خطوة دعم هيئة الرياضة للأندية بإحضار مدربين ذوي سيرة متميزة وأبطال دوري للإشراف على الدفة الفنية للأندية في دوري النجوم السعوديين بأنها ستقوي الدوري، وتزيدة إثارة وندية وترفع من أسهمه على المستوى الإعلامي والاستثماري. ويؤكد لاعب النصر والهلال السابق الدولي سعد الحارثي على قيمة هذه الخطوة بدعم الهيئة لاستقطاب مدربين أصحاب منجزات وبطولات ولهم أسماؤهم على مستوى بلدانهم وقاراتهم بأنها خطوة ذكية جدا لرفع مستوى الدوري السعودي. ورأى الحارثي أن هذه الخطوة تعتبر منقوصة ما لم تدعم إعلاميا بتسليط الضوء عليها، وبيان قيمة إحضار مدربين عالميين للدوري أصحاب منجزات على مستوى بطولات الدوري في الأندية التي أشرفوا عليها، والجانب الآخر استغلال هذه الخطوة من الناحية الاستثمارية لجلب مزيد من عقود الرعاية ورفع حقوق النقل التلفزيوني مع استقطاب مدربين ولاعبين عالميين. ويشير إلى أن مدى استفادة الأندية من هؤلاء المدربين ستكون متفاوتة، فبعضهم ستكون نسبة فائدته عالية كالأندية الكبيرة المتعودة على تحقيق البطولات والتي ستزيدها هذه الخطوة قوة وتجعلها أكثر شراسة ليس على المستوى المحلي، بل الآسيوي. فيما ستكون فائدة الأندية المتوسطة والصغيرة في رفع مستوى هذه الأندية فنيا وتطويرها، وبالتالي تقل المسافة الفنية بينها وبين الأندية الكبيرة، وتبدأ تتلاشى الفروق مع السنوات حتى يمكنها الدخول إلى دائرة المنافسة وتحقيق البطولات في ما بعد. ولايذهب لاعب الاتحاد والأهلي السابق الدولي إبراهيم السويد برأيه بعيدا عن الحارثي، إذ يرى أن هذه الخطوة سترفع من قيمة الدوري السعودي فنيا، مشددا على أن تواجد مدربين أصحاب خبرة في بطولات الدوري ستزيد من قوة التنافس وتوسع مساحته عن السنوات الماضية، وهذا كله في مصلحة الدوري. ويرى السويد أن إحضار مدربين أصحاب خبرات في الدوري السعودي على مستوى التدريب والإنجاز بتحقيقه أفضل من استقطاب مدربين ذوي سير ذاتية قوية، لكن ليس لديهم خبرات في دوارينا ومنطقتنا. ورجح السويد كفة النصر والاتحاد اللذين استقطبا الأرغوياني كارينيو والأرجنتيني رامون دياز في المنافسة بقوة الموسم المقبل، شريطة إحضار لاعبين أجانب على مستوى رفيع بسبب تحقيقهم للدوري السعودي من قبل. وشدد على أن دوري الموسم المقبل سيكون أكثر تنافسية وستتسع رقعة المنافسة بسبب نوعية المدربين العالية في كل الأندية بلا استثناء مما يزيد من حجم المفاجآت التي تعطي الدوري حلاوة ونكهة خاصة.