تقف الأزمة القطرية على بعد 11 يوماً لإكمال عامها الأول، وسط عواصف سياسية واقتصادية واجتماعية عصفت بالإمارة الصغيرة منذ اندلاع أزمتها مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، مصر، والبحرين)، فيما تحل الذكرى الأولى ل«أكذوبة» اختراق وكالة الأنباء القطرية بعدما أخرج النظام القطري «عقده المكنونة والتي تفيض حقداً على دول الخليج والمنطقة». عام كامل، أهدر النظام القطري كل فرص العودة لعمق الإمارة الخليجية الإستراتيجي، في وقت ظلت الدول الأربع صامدة حيال مطالبها ال 13 وترى فيها بوابة العودة لقطر، بيد أن نظام تميم بن حمد، الذي يسيطر على مفاصله الحرس القديم لما بات يعرف ب «تنظيم الحمدين»، أوغل في مراهقته السياسية، وطرق الأبواب الخطأ بحثاً عن الخروج من المأزق. مكابرة كلفت قطر الكثير من الخسائر على كافة المستويات، حتى أن أحد أبرز الوجوه المعارضة للنظام القطري من داخل الأسرة الحاكمة، الشيخ سلطان بن سحيم، اعتبر الخسائر الكبيرة والبعد أكثر عن محيط قطر نتيجة حتمية لما أسماه ب «المكابرة التي لا تزال سيدة الموقف عند نظام الحمدين»، مؤكداً عدم اهتمام النظام القطري بخسارة شعبه «طالما العناد سيده». وطرق النظام القطريالعواصم العالمية بحثاً عن مخرج من مأزق العزلة التي أضحت تتسع يوماً بعد الآخر، ويرى الشيخ ابن سحيم أن بوصلة النظام«غير متزنة». وبالكلمات الإنشائية والمتناقضة في كثير من الأحيان، سعى المسؤولون القطريون لتبرير ورطتهم السياسية والاقتصادية أمام القطريين والمجتمع الدولي، بيد أن خطوطهم السياسية وعلاقاتهم المشبوهة لم تسعفهم كثيراً. ويربط المراقبون الأزمة القطرية بدحر تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يعيش أيامه الأخيرة في العراق، وهزائم الإرهابيين في مصر وليبيا، وتلقي المشروع الإيراني ضربات قوية في العراق، وخسائر ميليشيات الحوثي في اليمن. ويرى المراقبون أن عزلة قطر ساهمت في حلحلة تلك الملفات الساخنة التي كانت تعتمد كثيراً على الدعم المالي السخي من الدوحة والدعم اللوجستي والسياسي الخفي. ومع مرور عام، يبدو أن الأزمة القطرية بالنسبة للدول الأربع «صغيرة جداً جداً جداً»، وأن الكرة في ملعب الشعب القطري الذي ضاق ذرعاً بسياسات «الحمدين» التآمرية والتي لم تقتصر على الخارج، بل امتدت إليهم بطشاً وتشريداً وانتهاكاً!. انفوغرافيكس: * كيف بدت المنطقة بعد مقاطعة قطر؟ 1. هزيمة تنظيم «داعش» في العراق 2. انحصار الأعمال الإرهابية في مصر 3. طرد التنظيمات الإرهابية من عدة مواقع في ليبيا 4. هزائم متلاحقة على ميليشيات الحوثي في اليمن 5. انهيار المشروع الإخواني في المنطقة 6. تراجع النفوذ الإيراني في العراق 7. انخفاض تدفق الدعم المالي للتنظيمات الإرهابية 8. انحصار تأثير خطاب الكراهية.