كلف الرئيس اللبناني ميشيل عون أمس (الخميس) رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، بتشكيل حكومة جديدة، بعد نيله 111 صوتاً عقب الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها عون. وأفادت الرئاسة اللبنانية في بيان بأنه «عملا بأحكام البند 2 من المادة 53 من الدستور، وبعد أن تشاور الرئيس مع رئيس مجلس النواب استنادا إلى الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها.. استدعى الرئيس، الرئيس سعد الحريري وكلفه بتشكيل الحكومة». في غضون ذلك، شدد الحريري على أن حكومة الوفاق الوطني الجديدة التي كلف بتشكيلها يجب أن تلتزم بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الاقليمية، مؤكدا على ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني في أسرع وقت ممكن نظرا للأخطار الإقليمية المتزايدة حول لبنان وللأوضاع الاقتصادية والمالية الضاغطة داخليا. واعتبرت مصادر مطلعة في بيروت في حديث إلى «عكاظ»: «أن مهمة الحريري في تشكيل الحكومة لن تكون سهلة بل ستواجه الكثير من المصاعب خصوصا مع تصاعد الخلاف بين التيار العوني والقوات اللبنانية»، وأضافت «أن الحريري تنتظره عقبتان؛ الأولى مشاركة حزب الله في الحكومة، والثانية سعي البعض إلى محاصرة حزب القوات اللبنانية». وأعلن رئيس الحكومة السابق تمام سلام، بعد لقائه عون، تسمية الحريري لتشكيل الحكومة، وقال: «نحن أمام مرحلة جديدة نتمنى أن تكون واعدة للنهوض بالبلد، وتحصين الوطن والرجل الواعد هو الرئيس الحريري». ومن جهته، قال الرئيس نجيب ميقاتي: «إن كتلة الوسط المستقل اجتمعت أمس وأبلغت الرئيس عون تسمية الحريري لتشكيل الحكومة». ورغم حصول الحريري على تأييد واسع لم يرشح نواب ميليشيا حزب الله أحدا للمنصب. وقال رئيس الكتلة البرلمانية ل«حزب الله» محمد رعد، بعد الاجتماع مع عون مستعدون للتعاون بإيجابية. وأفاد مسؤول كبير مطلع على تفكير «حزب الله» الذي تصنفه الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية، بأن الحزب يريد ثلاث حقائب وزارية، بعدما كان يحتفظ بحقيبتين في الحكومة المنتهية ولايتها التي ضمت 30 وزيرا. وكانت مصادر مطلعة على تفكير «حزب الله»، الذي يشغل حتى الآن مناصب حكومية هامشية يسعى أيضا للحصول على وزارات خدمية أهم في الحكومة الجديدة. ويسعى حزب القوات اللبنانية المناهض ل«حزب الله»، للحصول على نصيب أكبر من المناصب الوزارية بعد أن ضاعف عدد نوابه في البرلمان إلى 15.