لم تجد الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سبيلا إلا احتكار عدسة «سوق عكاظ»، وذلك بعدما أبلغت الصحف بعدم رغبتها في حضور مصوري الصحف، إذ قصرت الحضور على المحررين فقط!، وعزت قرارها إلى أن الصور سيتم توفيرها من قبل المركز الإعلامي، وكأنها تجسد الآية الكريمة «ما أريكم إلا ما أرى»، متجاهلة أن ذلك بعيد كل البعد عن «سبيل الرشاد». وكما أن «اليد الواحدة لا تصفق».. فهذا ما يجب أن تعيه جيداً هيئة السياحة، وذلك بعدما تعمدت تهميش العنصر الأبرز في إظهار جوانب الإبداع في أي نشاط، وحبست أعين الكاميرات عن «حبس أضواء» الفعاليات المصاحبة لحفلة افتتاح الدورة الثانية عشرة من «سوق عكاظ». «عكاظ» سألت «هيئة السياحة»، التي بدورها بررت بأن المنع في يوم الافتتاح فقط، أما بقية الأيام ستكون مفتوحة للمصورين. الخطوة المستغربة من «هيئة السياحة» أظهرتها وكأنها لا ترى إلا بعين واحدة، إذ إن لكل صورة مذاقاً فنياً يجسد مدى احترافية «قناصي اللقطات»، الذين ستكون لهم اليد الطولى في رسم طابع فني متكامل لمناسبة يحفها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز برعايته، ما يكسبها أهمية محلية وعالمية، قد لا تغفل عنها الهيئة، وهي التي عاشت النجاح الباهر الذي حققته القصص المصورة طوال الدورات السابقة للمناسبة. ولعل هيئة السياحة تناست -سهواً أو عمداً- أنها أكثر المستفيدين من إبداع المصورين، وهي التي ما تفتأ تظهر نشاطا يخصها إلا وتدبجه بصور تحكي ميزة نقل المعلومة ليسهل تلقيها والتعرف على محتويات كل جانب مما تظهره، إن على المستوى الوطني أو العالمي، ولا يخفى عليها أن إظهار الفعالية بأكثر من لقطة وصورة هو رأسمالها في النجاح والإبداع، فلا شيء يعادل المزج بين ذائقة وأخرى لتظهر «الطبخة المصورة» مكتملة الأركان. وكما يقال «الكتاب يعرف من عنوانه»، فهذا هو منطلق علامة الاستفهام الكبيرة التي رسمتها «هيئة السياحة» في أذهان المصورين، الذين لا يطوون آخر صفحات كل دورة من أي مهرجان ثقافي أو تراثي أو سياحي، ومنها «سوق عكاظ»، إلا ويعدون العدة ويحسبون اللحظات والدقائق والثواني ليكون لهم موطئ قدم في صدارة المشهد لكتابة لغة مضيئة تترجمها العيون إلى بهجة للروح تبرز جوانب الإبداع في وطننا الكبير، ولكن إذا كان ما سبق هو عنوان الدورة الثانية عشرة ل«سوق عكاظ»، فماذا عساه أن يكون «الكتاب»؟.