رغم اعتماد مخطط السبطة في مركز حلي (85 كيلو مترا جنوبالقنفذة)، منذ نحو 35 عاما، إلا أنه لا يزال صحراء قاحلة، يفتقر لأدنى الخدمات التنموية، ويأمل الأهالي من بلدية حلي الالتفات إلى المخطط والتسارع في تطويره بالسفلتة والإنارة والتشجير، ليستفيدوا منه هربا من بطون الأودية، فضلا عن أنه سيكون في حال اكتماله مخرجا للشباب المقبلين على الزواج. ولم تقتصر معاناة أهالي السبطة على تعثر مخططهم، بل يعانون من غياب الخدمات عن قراهم، فما إن تغرب الشمس، حتى يخيم الظلام على بلدتهم، وتزيد حركة ضعاف النفوس، والحوادث المرورية، لاسيما في التقاطعات الخطرة بين القرى. وذكر إبراهيم مجثل العمري أن قراهم مترامية الأطراف ويسكنها نحو 10 آلاف نسمة وتعتبر آخر حدود محافظة القنفذة مع منطقة عسيرجنوبا والمنفذ الرئيسي لسد وادي حلي الذي تم تنفيذه أخيرا، مبينا أن بلدتهم تشتهر بمنطقة جبل الأني التي يقصدها السياح من مختلف مناطق المملكة في ربيع كل عام للاستمتاع بالخضرة الشاسعة التي تكتسي بها تلك المنطقة جراء هطول الأمطار. وانتقد العمري التجاهل والإهمال الذي يعانيه مخطط بلدة السبطة، رغم أنه يعد من أقدم المخططات السكنية بمحافظة القنفذة، مشيرا إلى أنه يعاني من نقص حاد في الخدمات التنموية الأساسية رغم توزيعه على المواطنين منذ فترة كبيرة، فاكتفوا بتحديد قطعهم في أرض وسط الصحراء. وقال: «راجعت المجمع القروي في القوز سابقا وبلدية حلي حاليا مرات عدة، لإخراج المخطط للنور، إلا أنه لم يجد أي تجاوب يذكر، ومرت السنوات سريعا والمخطط قابع في قلب الصحراء دون خدمات، ينتظر من يخرجه للنور». وأفاد مديني العمري ومحمد العمري وأحمد العمري بأنهم اكتفوا بتحديد قطعهم السكنية فقط داخل المخطط، ولا يستطعيون البناء داخل الكثبان الرملية وبجوار النفايات وعلى طرق صعبة ومعقدة، مؤكدين في الوقت ذاته أن سرعة إنجاز المخطط وتهيئته من قبل بلدية حلي سوف يساهم في حل مشكلة السكن لدى أهالي قرى السبطة، ولا سيما المواطنين القاطنين في بطون الأودية والقريبين من وادي حلي. وأكد محمد الفقيه وعمر العمري ويحيى العمري أن المخطط سيشهد نقلة نوعية في حال زود بالخدمات، واهتمت به البلدية وحاولت إبرازه للنور، لافتا إلى أنه سيخدم الأهالي كثيرا، لاسيما الشباب المقبلين على الزواج وهو السكن المناسب في المكان الآمن البعيد عن مخاطر الأمطار والسيول. وأبدى علي العمري، ومقبول العمري، وعمرالعمري، استياءهم من عدم توافر مركز صحي بقرى السبطة يستقبل المرضى، خصوصا ذوي الحالات الطارئة، لافتين إلى أن المرضى والمراجعين يضطرون لقطع عشرات الكيلومترات للبحث عن العلاج، ويواجهون مخاطر السفر، ملمحين إلى أن المعاناة تتفاقم في حالات الولادة ولدغات العقارب والثعابين التي تتواجد بكثافة في تلك القرى الواقعة بمحاذاة وادي حلي وقريبة جدا من الحوض التخزيني للسد. وأهابوا بالمسؤولين في مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة النظر بعين الاعتبار لطلبات أهالي تلك القرى والعمل على بناء مركز صحي بقرى السبطة يوفر الحد الأدنى من الخدمات الصحية على أقل تقدير.