بات السفر على طريق القصيم- حائل- الجوف الدولي، ضربا من الخوف والمجازفة، وأضحى الأهالي يرددون بأن الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود، لافتقاده لمحطات الوقود والاستراحات ومراكز الخدمة والتموين، إذ كثيرا ما تتوقف عليه مركبات المسافرين، لافتقادها للوقود، ولا تجد محطة قريبة للتزود به، فيضطر كثيرون لحمل جوالين وحاويات من البنزين، في مركباتهم رغم خطورة فعلهم. ولم تقتصر معاناة المسافرين عند هذا الحد، إذ يفتقد الطريق الذي يمتد طوله ل630 كيلو مترا من القصيم حتى دومة الجندل، لسياج على جانبيه يمنع وصول الإبل السائبة إليه، التي كثيرا ما تتسبب في حوادث قاتلة عليه، فضلا عن تهالك الطريق وانتشار المنحنيات الخطرة، مع الظلام الذي يخيم عليه بغروب الشمس، وافتقاده لمراكز للهلال الأحمر تباشر الحوادث. ووصف خلف العفنان الطريق الدولي القصيمحائلالجوف ب«الموحش»، من يسير فيه يشعر أنه مقطوع ومعزول عن العالم، مبينا أن المسافة من القصيم حتى تصل إلى حائل، لا توجد فيها محطات وقود أو خدمات، ملمحا إلى أن الطريق في محافظة الشنان التابعة لمنطقة حائل، ممتاز، إلا أنه يفتقد للخدمات. وأشار بندر بن كساب بن مشلوط إلى أن الطريق يفتقد كثيرا من محطات الوقود والفنادق ومعابر الحيوانات، إضافة إلى انتشار الكباري والجسور المتعثرة عليه، وتوقف العمل بها، ملمحا إلى أن مشكلة الجمال السائبة تنتشر عليه، خصوصا في النفود بين مدينة جبة والعليم، مع زحف الرمال على الطريق دون وجود مصدات أو مشاريع التشجير لتحد من حركة الرمال، ملمحا إلى أن هذه أبرز العيوب، إضافة إلى عدم تغطية الطريق بشبكة الجوال. وشكا ياسر النازح معاناة طريق القصيمحائل - الجوف الدولي الذي يمتد حتى دولة الأردن مرورا بمحافظة القريات، من الكثير من المعوقات، ما جعل السير عليه ضربا من المجازفة، من أبرزها افتقاده محطات وقود كافية، ما حوله إلى طريق مقفر ومقطوع، يجد المسافر عليه كثيرا من المشقة والمعاناة، مع افتقاده لمراكز الخدمات والتموين، مشددا على ضرورة أن تتحرك وزارة النقل وتعالج المشكلة المتفاقمة منذ سنوات دون أن توجد لها الحلول، خصوصا أنه طريق دولي. وقال غريب لافي الشمري: «نتفق على أن طريق القصيم - حائل -الجوف له أهمية كبيرة جدا في خدمة المسافرين من شرق ووسط السعودية إلى شمالها، إلا أنه الجزء من حائل وحتى الجوف يعاني مشكلات عدة، لعل أبرزها عدم وجود سياج حديدي وسط الطريق في بعض المناطق، ما سهل حركة الإبل السائبة عليه التي تتسبب في كثير من الحوادث القاتلة»، مبينا أن الطريق يعاني من افتقاده لمحطات الوقود ومراكز الخدمة، ما يفاقم معاناة المسافرين. واتفق سهيل السحيمان وحبيب عبيد وحبيب مرشود الشمري وهم من سكان مدينة جبة (90 كيلو مترا شمال حائل) على المعاناة التي يجدها المسافر على الطريق حائلالجوف الدولي، في ظل نقص حاد في محطات الوقود ما يجبر السائق على التزود به في حاويات وجوالين يحملها معه داخل السيارة رغم خطورة هذا الإجراء. وانتقدوا عدم استفادة جبة من الطريق الدولي، في ظل عدم وجود مدخل مباشر يربط المدينة بالطريق، مع غياب مركز للهلال الأحمر يباشر الحوادث المروعة التي تقع بكثرة على الطريق بسبب الإبل السائبة، فضلا عن المنعطفات الخطرة التي تنتشر فيه. وتساءل سعود العريفان عن دور المستثمرين من طريق القصيم - حائل - الجوف، مشيرا إلى أنه يفتقد لكثير من محطات الوقود، واستراحات ومراكز خدمة، ملمحا إلى أن الطريق موحش. وذكر أن الطريق يمر على العديد من المواقع السياحية، مثل مدينة جبة التي تزخر بعدد من الآثار والمتاحف، مشددا على ضرورة الاهتمام بالطريق ورفده بما يحتاجه من الخدمات التنموية الأساسية، مثل المحطات ومراكز التموين والاستراحات. «النقل»: ابتعاد الكهرباء وراء ظلام الطريق نفى مدير عام فرع وزارة النقل بمنطقة القصيم المهندس محمد الحميدي الشمري، ما يردده بعض الأهالي من افتقاد طريق القصيمحائلالجوف لمخارج، مؤكدا أنه يوجد فيه 13 مخرجا اثنان منها معابر للجمال، وهي تخدم غالبية المراكز والتجمعات السكانية على الطريق. وعزا عدم إنارتها إلى ابتعادها عن الشبكة الكهربائية، مرجعا تأخر مشاريع مركز الصلبية الواقع بين القصيموحائل، إلى تعارض مع بعض الخدمات مع تأخر المقاول المنفذ، مؤكدا العمل جارٍ لاستكماله.