مورثاً لأبنائه والمسلمين «علماً ينتفع به» ومؤلفات دينية، ظلت مناراً يستضاء به، أبقت من ذكر الشيخ محمد بن سبيل حياً رغم رحيله منذ أكثر من 5 أعوام، بعد أن أنهى المرض سيرة إمام اعتلى منبر المسجد الحرام، وشيخ نهل الكثيرون من علمه، وداعية زار أكثر من 50 دولة في 100 رحلة دعوية في حياته. 89 عاماً عاش 44 منها الشيخ محمد بن سبيل إماماً وخطيباً ومعلماً في المسجد الحرام، أنجته حماية المولى من محاولة القتل على يدي أتباع «جهيمان» في حادثة اقتحام الحرم العام 1400، بعد أن كان الإمام الراتب لصلاة الفجر في يوم اقتحام الحرم المكي. وتولى الشيخ ابن سبيل في العام 1412، رئاسة لجنة أعلام الحرم المكي المشكلة بقرار من هيئة كبار العلماء، والتي أوكل إليها تحديد أعلام حدود الحرم المكي والبالغ عددها 1104، والتي رسمت أيضاً خريطة لكامل الحدود بينت عليها مواضع الأعلام والمناطق الواقعة في نطاق الحرم والمناطق الخارجة عنه. ويعرف الشيخ ابن سبيل بحبه للشعر، الأمر الذي يظهر في العديد من خطب الشيخ محمد التي حملت روحاً أدبية وشعرية جلية. وعمل ابن سبيل عضواً في هيئة كبار العلماء نحو 24 عاماً، منذ العام 1413، حتى 1427، إضافة إلى حلقته العلمية في الحرم المكي وإشرافه على المدرسين والمراقبين في الحرم المكي. الشيخ ذو الصوت الرخيم، والعالم الذي أفتى للبرنامج الديني الإذاعي «نور على الدرب»، المولود في البكيرية، عين في العام 1397 في المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي الذي بدأ دورته الأولى فيه إلى جوار الشيخين «ابن باز» و«ابن عثيمين»، واستمر عضواً فيه حتى العام 1432.