يجيء التحذير الأمريكي الأخير لنظام الحمدين في قطر بوقف تمويل العصابات والميليشيات المنضوية تحت آيديولوجيا نظام الملالي الفارسي تأكيداً على صدق موقف المملكة ودول المقاطعة من الاختراقات القطرية للنظام الإقليمي وأسس الاستقرار والسلام في المنطقة. فالنظام القطري لم يدع فرصة لبث الفوضى ونشر الخراب وزلزلة المجتمعات المستقرة إلا استغلها أو زرعها ومولها ودعم أفكارها واحتضن قادتها، وبث أفكارها، ووفر الدعم اللوجيستي لكوادرها. ولم يتوقف النظام القطري عند هذا الحد، بل استمرأ في أفعاله إلى حد أنه صار يدعم كل الأطراف حتى المتناقضة مع بعضها البعض. فهو يدعم نظام الملالي وميليشياته مثلما هو يدعم عناصر داعش والقاعدة وسواهما من العصابات التكفيرية. وفي نفس الوقت يراهن على تنظيم الإخوان في آيديولوجياته الموجهة للجماهير العربية التي حاول زلزلة قناعاتها ببث أفكار الفتنة والخروج على الأنظمة بأفكار تخريبية مدمرة ما زالت آثارها السوداء حاضرة حتى الآن في ذاكرة المواطن العربي. إن التحذير الأمريكي ما هو إلا بداية النهاية لنظام بدأت تتآكل كل مقومات بقائه، لأنها لا تقوم إلا على بث الخراب وتكريس الفتنة. وهذا لن يرضى عنه المجتمع الدولي، ولا ترضاه القيم الإنسانية أبداً.