أكد مراقبون ومحللون سياسيون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أطلق«رصاصة الرحمة» على الاتفاق النووي الإيراني، متوقعين انهياره عقب انسحاب الولاياتالمتحدة. ورأى المراقبون أن نظام الملالي سيضطر عاجلا أو آجلا إلى الخروج من الاتفاق الذي سقط بخروج واشنطن. وحملوا المتشددين في إيران مسؤولية فشل الاتفاق، على خلفية الدور السلبي الذي لعبه هذا التيار ضد الاتفاق منذ البداية. ورجح المراقبون للشأن الإيراني، أن تؤدي تداعيات العقوبات الاقتصادية القاسية على المدى البعيد إلى سقوط النظام، لكنه سيتم تعجيل الإطاحة بالنظام حال تسلم المتشددين. وبحسب تقرير نشره موقع «العربية نت» أمس، اعتبر السياسي الألماني - الإيراني بيجن جيرسرائي، أنه من الخطأ إلقاء اللوم على الرئيس الأمريكي في فشل الاتفاق النووي، بل اللوم كل اللوم على المتشددين في إيران الذين ساعدوا بقوة منذ البداية على إفشال الاتفاق. ولفت إلى أن المتشددين في طهران كانوا منذ البداية يعارضون الاتفاق، وتمثل ذلك في سياساتهم التهجمية والمحرضة والصريحة ضده. وحول انعكاسات مضاعفات انهيار الاتفاق النووي على منطقة الشرق الأوسط، قال جيرسرائي: في واقع الأمر أصبح الوضع في المنطقة أخطر من السابق، وسينعكس ذلك علي الداخل الإيراني الذي سيشهد عدم استقرار نتيجة لاستقواء المتشددين وهزيمة الإصلاحيين، وتوقع أن قرار انسحاب أمريكا من الاتفاق له تأثيراته على السياسة الداخلية والاقتصادية الإيرانية، وأكثر من ذلك على السياسة الخارجية. وفي ما يتعلق بالموقف الأوروبي، فإن الأوروبيين الذين يراهن عليهم حسن روحاني للحفاظ على الاتفاق فمن الصعوبة أن يقاوموا الضغوط الأمريكية الرامية إلى فرض عقوبات مشددة على إيران والمصارف الأوروبية التي تعرف جيدا ماذا يعني ترمب من العقوبات المشددة. وسبق أن ذاقت مؤسسات مالية وشركات أوروبية مرارة العقوبات الأمريكية بسبب خرقها العقوبات المفروضة على إيران، ففي عام 2014 واجه كومرتس بانك الألماني عقوبة قدرها مليار ونصف المليار دولار، وفرضت على مجموعة «بي إن بي باريبا» الفرنسية 9 مليارات دولار بسبب تعاملها مع طهران. وبحسب تقرير لغرفة التجارة الألمانية، فإن هناك 10 آلاف شركة ألمانية تتعامل مع إيران، وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما العام الماضي 3 مليارات ونصف المليار دولار، بينما التبادل التجاري الألماني الأمريكي بلغ 111 مليارا في نفس العام.