فقدت الحكومة القطرية بزعامة الحمدين، طوق النجاة لكل المخارج السلمية التي أتيحت لها، وكان من الممكن أن تبقيهم على بر الأمان وتحفظ لهم ماء الوجه على أقل تقدير، فكان عليهم سرعة المبادرة واقتناص تلك الفرصة بالموافقة على الشروط كافة التي طُلبت منهم من دول المقاطعة في حينها دون تردد أو تفكير أو مكابرة نظير سوابقهم الإجرامية الفاشلة، بعد اكتشاف غدرهم وخيانتهم لنا، التي لا تغتفر وإيوائهم للإرهاب بطوائفه كافة، ولكن الغباء وحماقة هذه الحكومة جعلتها تفقد كل شيء حتى ضلّوا السبيل، وتاهت قوافلهم لترتمي بأحضان الغير. حكومة أشغلت نفسها كثيرا وأرهقت كاهلها بالسعودية، حينما وضعت نصب أعينها أن تكون نداً ومنافساً للمملكة العربية السعودية، فعجزوا عن ذلك ولجأوا لحيلة الضعفاء؛ الغدر والخيانة، ولكن مكرهم عاد عليهم بالحسرة والمذلة والخذلان، متناسين مكانة المملكة وثقلها السياسي البارز في المحافل الدولية كافة، والجهود المبذولة لخدمة الإسلام والمسلمين. وعلى الرغم من قوة المملكة إلاّ أنها لم تعتد على جيرانها في يوم من الأيام، بل كانت تغض الطرف بالتجاوز عن بعض التصرفات من البعض مرارًا وتكراراً للحفاظ على الوحدة الخليجية وأمن وسلامة الخليج العربي، لتبقى أواصر المحبة ويتحد الأشقاء ليكونوا قوة رادعة في وجه الأعداء والطامعين بهم، ولكن حكومة الدوحة لم تبق للود مكاناً، تجاوزت كل المحاذير وخالفت كل القيم الدينية والمواثيق فلم يبقوا للجيرة حقوقها واحترامها، ولكن من أراد بنا الغدر وأراد تفرقة دول المجلس، يجب أن ينال جزاءه ويتحمل تبعات غدره ويعرف حجمه الطبيعي، الذي كان عليه وما قامت به المملكة لم تكن سوى قرصة أذن فقط، ليس إلاّ لتربية هذا الصغير من الشيطنة وتركه للمغامرات الخطيرة التي قد تضر به، ولكن يبدو لنا بأن هذا الصغير لم يستوعب الدرس جيدا، ومازال يمارس أكاذيبه ومغامراته في الأماكن التي لا يدرك خطر اللعب فيها، فكان لابد من تأديبه أكثر وإدخاله المكان الآمن وإقفال الشبك حتى لا يقوم بإيذاء نفسه وإزعاج الآخرين. حكومة قطر يديرها شلة مرتزقة، ينتهجون سياسة عمياء لا تفرق بين الخطأ والصواب والعدو والصديق، حكومة منابرها الإعلامية مزيفة تقودها قناة الخراب قناة الجزيرة ومن على شاكلتها من الإعلام المحسوب على قطر لا شك بأنهم سيلقون بها إلى الهاوية، فالبوادر أصبحت تلوح في الأفق بنزول الاقتصاد القطري بشكل مخيف، وقريبا سيكون هناك انهيار تام بكل شيء كما هو حال فنادق الدوحة التي باتت خاوية من النزلاء، والبعض منها أُغلق تماما، كما هي شوارعها لا يوجد بها إلا بعض الثكنات من الحراسات التركية لحماية المرتزقة والحد من تحركات الشعب القطري خوفا من انتفاضته لرفضه التام لهذا الاحتلال، وطيرانها أصبح يعاني الأمرين، الأوضاع باتت تتسارع للأسوأ بشكل مروّع في مدة المقاطعة البسيطة جداً. وأخيرا وليس آخراً ما تم في اليمن من إلقاء القبض على الضابط القطري من قبل قوات التحالف الذي يدعم الحوثيين ضد الشرعية، تخبط قطري في مشهد مفضوح للملأ، أتوقع بأن نهاية هذا النظام باتت قريبة، فالأحرار والشرفاء من أهل قطر لن يسكتوا ولن يرضوا بوجود الاحتلال التركي والإيراني، وعليهم استعادة وطنهم المنهوب قبل طمس الهوية الوطنية لدولة قطر بكاملها. علي بن سعد المالكي [email protected]