هل يكون أحمد السقطري اليافعي، مرتزقاً جديداً، ينضم إلى الجوقة الناعقة في «جزيرة» قطر، مغردا في غير أهله؟! وهل يملك من الخبرات ما يؤهله ليخلف سابقه ياسر أبوهلالة في إدارة القناة، سوى الجنسية القطرية، التي اكتسبها بعد تشبعه بأفكار الحوثي، ما أدلج ولاءاته السياسية للإرهاب والإرهابيين؟ وهل يعد تعيينه، كما وصفه المتابعون للشأن الإعلامي، «أسوأ خلف لأسوأ سلف»؟ جاء تعيين اليافعي في المنصب فور الاستغناء عن أبوهلالة، الأردني الجنسية، أمس الأول، ما فُسر بأنه تغيير مخطط له مسبقا، بعدما استنفد الأخير أكاذيبه وافتراءاته، وأصبح ورقة محروقة أمام المشاهد العربي، ففقد مصداقيته، وأصيب في مقتل، بالسقطات المهنية المتوالية للقناة في عهده، بينما أكد مراقبون أن ما حدث لأبوهلالة إقالة من منصبه لا استقالة. وتشير المعلومات الشحيحة المتوافرة عن اليافعي إلى أنه ينحدر من أصول يمنية، بمدينة يافع في محافظة لحج بالجنوب اليمني، للترزق في الدوحة، ومن ثم حصل على بكالوريوس إعلام من جامعة قطر، ليلتحق بالجزيرة قبل 13 عاماً كفنّي إضاءة أستوديو، وساعده تملقه وانحيازه لنهج القناة الموتور، للتدرج في المواقع، حتى وصل إلى منصب نائب مدير القناة في 2014. كما رشحه عمله بمكتب وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم، لخلافة سلفه. الغريب، أن سيرة اليافعي المهنية تخلو من أي عمل يمت للإعلام بصلة، فهو لم يعمل صحفيا أو محررا أو مندوبا أو حتى مراسلا لأي وسيلة إعلامية، ما ترجمه متابعون بأن وصول شخص «مغمور»، يفتقر سجله إلى أي إنجاز صحفي، يؤكد النهج الأعوج المتبع بقناة «الحمدين» في إسناد مهمات إدارتها للمؤدلجين، وأصحاب الولاء السياسي الأعمى للأفكار المسمومة، والجماعات الإرهابية، والتنظيمات التخريبية. واستهجنوا تمسك القناة بشعار «الرأي والرأي الآخر»، في وقت تحولت فيه إلى «بوق دعائي» للإرهابيين وأعوانهم من مؤسسي الذباب الإلكتروني. يذكر أن اليافعي معروف بدفاعه غير الممنطق عن «استقلالية» الجزيرة، إذ نفى في تصريحات سابقة أي صفة أيديولوجية للقناة، وقال: «لم نكن أيديولوجيين بتاتاً، وهذا ليس شغلنا». مدعيا امتلاكها أكثر المكاتب حول العالم، في وقت نشرت فيه مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، تقريرا، ذكرت فيه أن الجزيرة تتخلى بشكل صارخ عن المعايير الصحفية لصالح جهات مشبوهة، ما أثر سلبا على مستوى أدائها الإعلامي وهبوطها المستمر.