حدثت تغيرات كبيرة في خطاب قناة الجزيرة القطرية وتماهياً مع إعلام المحور الإيراني فيما يخص الحرب في اليمن، حيث باتت الجزيرة توفر غطاءً إعلامياً لوكلاء إيران الحوثيين وجماعة المخلوع صالح، كما فعلت سابقاً في الحروب الست 2004 - 2010 بين الحكومة اليمنية والحوثيين. ومع تتبع الخطاب الإعلامي للجزيرة القطرية إزاء الملف اليمني، يلاحظ: أن هناك تحول نوعي في تغطيتها للأحداث لصالح إيران وأذرعها الإرهابية في اليمن، حيث أخذت التغطية في تبييض وتلمييع الحوثيين وبالقدر نفسه التشنيع بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية واستخفافاً بالشرعية اليمنية من خلال التهكم بدورها وبقيادتها وعبر تبني مفردات خطاب الإعلام الإيراني. قبل قرارات الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية وإنهاء مشاركة قطر في التحالف العربي الداعم للشرعية، كانت قناة الجزيرة قد تراجعت في اهتمامها بالملف اليمني، والتزمت نسبياً بخطاب التحالف العربي وتعريفاته للحرب وأبعادها، واضطرت لتجاهل فعاليات وخطابات وأنشطة الحوثيين، لكن التحول المفاجئ مؤخراً، ظهر مع قرار المقاطعة وفي تلك اللحظة كشفت القناة عن حقيقة موقف قطر إزاء ما يجري في اليمن. قبل أيام انفردت قناة الجزيرة بتغطية خاصة لفعالية حوثية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين وجماعة المخلوع صالح وغطّت مظاهرات حوثية لم تخلُ من شعارات طائفية وعدائية ضد اليمنيين الملتفين حول السلطة الشرعية وضد بلاد الحرميين الشريفين والملك سلمان بن عبدالعزيز ودول التحالف العربي، ما أثار موجة من الانتقادات اليمنية للجزيرة كون المظاهرة كانت حوثية حصراً، فيما بدا خطاب الجزيرة وكأنه يحاول اصباغ طابع وطني للفعالية الحوثية، إذ إن جماعة الحوثيين يراها اليمنيون جماعة سلالية لا تمثل اليمنيين. فضلاً عن تورطها في الانقلاب على السلطة الشرعية وتدمير كيان الدولة اليمنية خدمة لمصالح إيران التي تعتبر الحوثيين أداتها لتصدير الثورة الخمينية وضرب الأمن القومي للخليج والجزيرة العربية. التحول المفاجئ يُسقط أكذوبة القناة المستقلة إعلاميون يمنيون: «الجزيرة» أصبحت نسخة من « قناة المسيرة» ويقول الناشط اليمني تعليقاً على تغطية الجزيرة لمظاهرة حوثية في صنعاء بمناسبة يوم القدس العالمي والتي لم تخلُ تغطيتها من الإيحاء بأنها مسيرة شعبية يمنية "هذه ليست مسيرة الشعب اليمني، وأخلاق المهنة في صياغة الخبر يجب أن تكون (مسيرة أنصار الحوثي) لكن للأسف سقطت المهنية وحضر الاستفزاز" وإزاء ما قامت به الجزيرة. قال الناشط السياسي اليمني عبد الملك محمد: إن "تصفية الجزيرة حسابها مع دول التحالف من خلال تلميع المليشيات في صنعاء هو منتهى الإسفاف والسقوط" داعياً المعجبين بها أن يتواجدوا حيث تتواجد المصلحة اليمنية، لا حيث تكون الجزيرة. ويفسر عبدالملك محمد مهاجمة الجزيرة للتحالف العربي في اليمن وتغطيتها للفعاليات الحوثية الطائفية في صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بمحاولة التحالف وذلك عبر الإنحياز إلى الحوثي. وتعليقاً على هذا التحول في خطاب الجزيرة لصالح وكلاء إيران في اليمن، يصف الناشط السياسي اليمني عبدالملك محمد الجزيرة القطرية: بأنها تحولت إلى نسخة من قناة "المسيرة الحوثية" التي تبث من الضاحية الجنوبية لبيروت وتحت إشراف مباشرة من حزب الله. ويرى اليمنيون: أن هذا التحول السريع لقناة الجزيرة ومحاولة ابتزاز التحالف العربي بالإنحياز للحوثيين وإيران، يمثل سقوطاً مهنياً للقناة، ويكشف حقيقتها، باعتبارها مجرد أداة للحكومة القطرية. ويرى الإعلامي اليمني سمير الصلاحي:أن "الجزيرة تصر على فقدان جمهورها في اليمن من خلال استخفافها به وهي تتحدث بخسة عن التحالف العربي فتجعل الشارع اليمني يؤمن أنها مجرد أداة قطرية لا تتحرك لخدمة الشعوب بل لخدمة أجندة محددة". ويتساءل الصلاحي أمام هذا التحول في خطاب قناة الجزيرة لصالح إيران ووكلائها المحليين في اليمن بالقول: "إن كانت قناة الجزيرة فعلاً مع الشعب اليمني فلماذا لم تتحدث من عامين عما تتحدث عنه الآن !؟" في إشارة إلى محاولة قناة الجزيرة في التماهي مع خطاب وسائل الإعلام الإيراني وتحميل التحالف العربي مسؤولية الكارثة الإنسانية الناجمة عن الانقلاب على سلطة الدولة ونهب مقدراتها من قبل الحوثيين والمخلوع صالح. وأضاف الإعلامي اليمني سمير الصلاحي: "لماذا كان التحالف العربي بقيادة السعودية ملائكة في شاشة الجزيرة خلال عامين وصارت دول التحالف الآن شياطين بمجرد الاختلاف مع الحكومة القطرية؟. ويعود الصلاحي ويرفض الاستخفاف باليمنيين ومحاولة تصفية حسابات قطر عن طريق المصالح اليمنية. ومع الابتزاز الذي تمارسه قناة الجزيرة على الشرعية اليمنية ودول التحالف العربي بقيادة المملكة من خلال الانحياز المفاجئ للحوثيين. -وكلاء إيران- علّق الصحفي اليمني ورئيس تحرير موقع "يافع نيوز" ياسر اليافعي قائلا: "تكشف قناة الحزيرة موقف قطر الرسمي من التحالف العربي، والأزمة الأخيرة مع قطر جعلت الجزيرة تفصح بموقف قطر الرسمي، ودورها السلبي في التحالف"، واعتبر اليافعي السياسة الإعلامية الأخيرة للجزيرة فضيحة لها وتكشف عدم مهنيتها لافتاً إلى أنها مسيرة من الاستخبارات القطرية. واستجابة للسياسة القطرية المهرولة نحو إيران، تحدثت مواقع إعلامية يمنية عن اعتزام قناة الجزيرة إعادة فتح مكتبها في صنعاء الواقعة تحت سلطة الحوثيين، لتصطف مجددًا مع معسكر الإعلام الإيراني المحتكر للتواجد في صنعاء بعد أن قمعت المليشيات الانقلابية جميع القنوات الفضائية والصحف المعارضة للانقلاب، وأخلت الساحة الإعلامية في العاصمة لوسائل الإعلام الإيرانية وقنوات حزب الله اللبناني. وأفادت مواقع إعلامية يمنية: أن قناة الجزيرة القطرية حصلت على موافقة من الانقلابيين الحوثيين على استئناف عملها من العاصمة صنعاء، وقد بدأت الجزيرة بالتمهيد من خلال التحول الكبير في سياستها الإعلامية.