وسط تزايد أزمة أنظمة الصرف الصحي ومعالجة المياه، رفضت ميليشيا الحوثي الانقلابية في مناطق سيطرتها أمس (الأربعاء)، السماح لمنظمة الصحة العالمية القيام بحملة تطعيم ضد وباء الكوليرا والأمراض الأخرى. وكشف موظفون حكوميون في وزارة الصحة بصنعاء ل«عكاظ» أن قيادات حوثية اعترضت على التطعيم وأبلغت مكاتب الصحة والمنظمات الدولية عدم موافقتها على القيام بأية حملات تطعيم داخل مناطق سيطرتها، زاعمة أن التطعيم وراء انتشار الأمراض. وذكرت المصادر أن عرقلة الانقلابيين لأكثر من عام أدت إلى تأخير برنامج التطعيم الذي ينفذه عدد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن، إذ لم يحصلوا على إذن للقيام بذلك حتى اليوم. وكانت منظمة الصحة العالمية أوضحت أن هناك أكثر من مليون حالة يُشتبه في إصابتها بالكوليرا في اليمن، و2275 حالة وفاة مسجلة نتيجة هذا المرض منذ نوفمبر 2016. واتهم وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، الميليشيات بعرقلة جهود المنظمات الدولية والسطو على مواد الإغاثة الغذائية والصحية وتحويلها إلى مجهود حربي من خلال بيعها في الأسواق دون النظر أو تحمل أدنى مسؤولية إنسانية لما يتعرض له النساء والأطفال من موت جراء الأمراض الفتاكة. وقال عسكر ل«عكاظ»: إن عرقلة جهود التطعيم لا تمثل شيئاً أمام ممارسات وسلوكيات الميليشيات التي تعمل على قتل الشعب اليمني من خلال تحويل شوارع صنعاء إلى مكب للقمامة وعدم توفير مياه نظيفة أو مصادرة مخازن الأدوية ونهب سيارات الإسعاف في المستشفيات ونقلها إلى الجبهات، مؤكداً أن هذه الممارسات تمثل جرائم ضد الإنسان اليمني يحرمها القانون الدولي ولن يفلت مرتكبوها من العقاب عاجلاً أو آجلاً.