a_shmeri@ يخوض الأطباء في مستشفيات المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية معركة خاسرة مع مرض الكوليرا؛ بسبب استيلاء الانقلابيين على الأدوية المعالجة للوباء، ورغم إعلان منظمة الصحة العالمية عن وصول 67 طنا من الأدوية إلى صنعاء لعلاج مرضى الكوليرا بشكل مجاني، إلا أن الحوثيين لا يزالون يفرضون على المرضى شراء العلاج من صيدليات خارج المستشفيات على حسابهم الشخصي، زاعمين أن المنظمات الدولية لم تقدم أي علاجات أو دعم طبي. وأوضح أطباء في مستشفى السبعين في صنعاء ل«عكاظ»، أن المشرفين المعينين من الحوثيين باعوا المحاليل والعلاجات المجانية المخصصة لمرضى الكوليرا لصيدليات تجارية، ويمنعون تقديم أي علاجات للمرضى المصابين بالكوليرا سوى عبر تلك الصيدليات، مؤكدين أن الحوثيين حولوا الدعم المقدم من المنظمات الدولية للأمراض المزمنة إلى تجارة خاصة بهم لتغطية نفقاتهم العسكرية، فضلا عما يستولي عليه المشرف الحوثي نفسه. وأشاروا إلى أن الميليشيات لم تكتف بسرقة المعونات الدولية لمرضى الكوليرا في صنعاء، بل استولت على المعونات الطبية المقدمة لمحافظات أخرى منها تعز التي وصل فيها المرض إلى مرحلة خطيرة. في غضون ذلك، حذر مسؤول طبي في مكتب الصحة في تعز أمس (الأربعاء) من خطورة الانتشار المتسارع لوباء الكوليرا في ظل الإمكانات شبه المنعدمة. وذكر أن عدد المصابين في محافظة تعز تعدى 12 ألفا، مضيفا أن المستشفى الجمهوري المخصص لمواجهة المرض استقبل أمس الأول 208 حالات منها 99 خضعت للتنويم، نظرا لسوء حالتها. على الصعيد نفسه، أفاد أطباء ومواطنون أن الميليشيات أجبرت هيئة مستشفى ذمار العام على فرض مبالغ مالية على المرضى والحالات المشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا. في غضون ذلك، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، أمس (الأربعاء) من تفاقم انتشار وباء الكوليرا في اليمن، في ظل انهيار المنظومة الصحية في البلاد. وبينت اللجنة في بيان لها أن واحدا من كل 200 يمني يشتبه إصابته بوباء الكوليرا، وإن عدد الحالات التي يشتبه بإصابتها في أرجاء البلاد بلغت 124,000 حالة قبل يومين، مع تجاوز عدد الذين لقوا حتفهم نتيجة الإصابة بالمرض 900 شخص.