نيابة عن وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، افتتح رئيس اللجنة التوجيهية في وزارة المالية عبدالعزيز بن صالح الفريح، أخيرا، منتدى الميزانية 2019، الذي نظمته الوزارة تحت شعار «الشراكة والتمكين»، وذلك سعياً إلى تأصيل التعاون الإستراتيجي بين الوزارة مع المعنيين في الجهات الحكومية المختلفة، من خلال رفع مستوى التشارك بين الوزارة والجهات الحكومية؛ للعمل على إعداد الميزانية بفاعلية تتسق مع أهداف رؤية المملكة 2030. ورحب الفريح في بداية كلمته، بالمشاركين في هذا المنتدى، الذين بلغ عددهم 300 مشارك يمثلون 120 جهة من الجهات الحكومية المشمولة بالميزانية العامة للدولة؛ موضحاً أن رؤية المملكة 2030 جاءت بأهداف جلية ومحددة، وهي أن تكون المملكة العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية الرائدة، والمحور لربط القارات ال3، إذ تتبلور رؤية المملكة 2030 في 3 محاور رئيسية وهي: وطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي؛ لتحقق 6 أهداف عامة من خلال 27 هدفاً فرعياً و96 هدفاً تفصيلياً. وأفاد أنه بدأ العمل بتنفيذ العديد من البرامج، التي مهدت الطريق أمام بناء رؤية 2030، مبيناً أن أحد أهم هذه البرامج هو برنامج التوازن المالي، الذي انطلق في العام 2016؛ لهدف وصول المملكة إلى التوازن المالي بحلول العام 2023، مفيداً أن التوازن المالي يقصد به تساوي الإيرادات بالنفقات، إذ يرتكز البرنامج على 5 محاور رئيسية هي: رفع كفاءة الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي، تصحيح أسعار الطاقة والمياه، تنمية الإيرادات الحكومية الأخرى، إعادة توجيه الدعم للمستحقين (برنامج حساب المواطن)، ونمو القطاع الخاص. وبيّن الفريح أن البرنامج يهدف إلى تحقيق الإدارة المالية الفاعلة التي تُسهم في تحقيق رؤية 2030، من خلال 4 ركائز إستراتيجية هي: تأسيس المساءلة المالية في جميع الجهات الحكومية، والتخطيط المالي والاقتصادي الكلي، وتعظيم الإيرادات للحكومة، ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي. وفي ختام كلمته، أكد الفريح أن وكالة الوزارة لشؤون الميزانية والتنظيم تمثل مركز التعاون وواجهة الوزارة الخدمية، راجياً أن يمثل هذا المنتدى استكمالاً لانطلاقة النجاح في تحقيق التوازن المالي وتحقيق المستهدفات بحلول العام المالي 2023. بعد ذلك، استعرض وكيل وزارة المالية لشؤون الميزانية والتنظيم ياسر بن محمد القهيدان، برنامج المنتدى، مفيداً أن الخبراء والمختصين في نواحي الميزانية سيناقشون العديد من الجوانب، أهمها التجارب العالمية في الإصلاح المالي، وتطوير سياسة مالية مستدامة، ودور الميزانية في بناء اقتصاد حيوي، والتحول الرقمي ودوره في إعداد الميزانية، بمشاركة نخبة من القيادات الدولية والمحلية. وكان معالي وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان قد رعى في اليوم الثاني للمنتدى مراسم توقيع اتفاقية بين المعهد المالي ووزارة المالية؛ بموجبها يقوم المعهد بتطوير وتقديم برامج تدريبية لمنسوبي ومنسوبات الوزارة والمعنيين بالمالية العامة. يذكر أن المنتدى شهد انعقاد 8 ورش عمل، حضرها 150 مشاركاً يمثلون 100 جهة حكومية، وذلك لمناقشة أهم تحديات إعداد الميزانية وإيجاد الحلول المناسبة، وأيضاً عقد برنامج تدريبي عن الأسس المحاسبية حضره 120 مشاركاً يمثلون 50 جهة حكومية، وقد زار معالي وزير المالية ورش العمل والبرنامج التدريبي، وخلال حديثه مع المشاركين شدد على أهمية مبدأ الشفافية والتواصل بين الجهات والوزارة، مؤكداً القيمة الفعلية للشراكة والتمكين في الوصول إلى أهداف برنامج تحقيق التوازن المالي. كما شهد المنتدى إعلان وزارة المالية إطلاق جائزة «الكفاءة والالتزام المالي»، التي تهدف إلى تحفيز الجهات الحكومية نحو أفضل الممارسات فيما يخص الإدارة المالية وإدارة الميزانية على وجه الخصوص. وقد عُرض فيلم قصير عن تفاصيل الجائزة وشروطها، كما قدمت الوزارة خلال المنتدى برنامج «سفراء الميزانية»، الذي يهدف إلى تطوير الكوادر المميزة من وزارة المالية والجهات الحكومية الشريكة المتخصصة في جوانب الميزانية، ما يساعد الحكومة على تحقيق أهدافها الموضوعة في الرؤية، ثم عُرض على المشاركين بالمنتدى فيلم قصير تناول تفاصيل البرنامج.