شارك ثلث الناخبين المسجلين في الانتخابات البلدية في تونس (الأحد) رغم أنها الأولى منذ ثورة 2011، ما يمثل نسبة عزوف قياسية ورسالة رفض وجهها الشباب للسياسيين. وأعلنت هيئة الانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت 33.7%، وعنونت صحيفة «الشروق» اليومية أمس خبرها الرئيسي ب«صدمة المقاطعة»، معتبرة أن الناخبين عبروا عن استيائهم من الانتخابات. وقالت صحيفة «لابراس» الناطقة بالفرنسية إن نسبة المشاركة ستبقى من دون شك نقطة سوداء. ومن المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج خلال الأيام القليلة القادمة. ورجحت استطلاعات للرأي فوز حزب «النهضة» وجمع النسبة الأكبر من الأصوات، في حين أقرّ حزب «نداء تونس» بحصوله على المرتبة الثانية، وحصل «النهضة» على 27% مقابل 22% لنداء تونس، في حين حصلت القوائم المستقلة على 28%. واعتبرت المحللة السياسية نسرين جلالية أن نسبة المشاركة الضعيفة بمثابة «عزوف عقابي ورسالة واضحة لتنبيه الطبقة السياسية». وقدّر عدد من مسؤولي الأحزاب السياسية أن الاقتراع كان عقابا للحزبين الرئيسين المتحالفين في البلاد. وقال رئيس حزب «الجبهة الشعبية» (تكتل أحزاب يسارية) حمة الهمامي «هذا العزوف يمثل نوعا من العقاب للائتلاف الحاكم النداء والنهضة، الذي صعد إلى الحكم وقدم وعودا ولم ينجز أي وعد، خصوصا بالنسبة للشباب». وبالنسبة لرئيس الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي فإن «التونسيين غاضبون من كل السياسيين».