بعد نجاح «مسرح السعودية»، في خطف أنظار الجمهور السعودي، من العرض الأول حتى الخامس. أكد المشرف على «مسرح السعودية» الفنان المصري أشرف عبدالباقي ل«عكاظ» أن المواهب السعودية فاجأته منذ اللحظة الأولى، وكان مضطرا لاختيار 50 شابا وفتاة من بين 2000 متقدم للمشاركة في انطلاقة أول تجربة للمسرح، برعاية وإشراف وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للثقافة. ورفض عبدالباقي مسمى استنساخ التجربة المصرية، مؤكدا أن مسرح السعودية تجربة منفردة، بأبطال سعوديين وسعوديات، نجحوا في تخطي الكثير من العقبات المجتمعية، بمحتوى محترف وتعامل راق. رغم أنهم ليسوا من أصحاب التجارب الاحترافية، ويقدمون عملين كل أربعة أيام، ويعرضان اليوم الخامس، ما يضعهم تحت ضغط طوال أيام الأسبوع. وتابع: أستطيع القول إن تجربة مسرح السعودية ناجحة بكل المقاييس ولاسيما أن الزميل المسرحي ياسر مدخلي معني بمهمة الرقابة على النص، والجميع مقتنع بمبدأ عدم التعرض لثالوث السياسة والدين والجنس. مع الالتزام برسالة هادفة تعطي العمل قيمة سامية. ولم يخف عبدالباقي، عدم معرفته باللهجات السعودية، إذ اعتمد في ذلك على الشباب أنفسهم، مؤكدا أنهم يتمتعون بحس كوميدي لافت، مع الالتزام بالنص، ومن ثم الإجادة بعمل «آب ديت» للإفيهات. وقد جسد أحد الشباب شخصية مطرب سوداني، في «مثلث برمودا»، وأثناء غنائه، صفق الجمهور، فتوقف، قائلا: إما تصفقوا أو أغني. وهي جملة ليست في النص، غير أنها زادت من تفاعل الجمهور، وانتشرت على اليوتيوب بشكل واسع. وعن تقبل الجمهور للفكرة، قال: فوجئت منذ العرض الأول بأن مقاعد المسرح ال900 «كومبليت» كاملة العدد. ما يؤكد تعطش الجماهير للأعمال السعودية. واستدرك: وربما كانت أسعار التذاكر سببا في كثافة الجمهور، لاسيما أن الأسعار تراوحت بين 30 و40 و50 ريالا، وهو ثمن بسيط لمشاهدة مسرحيتين. وعن اختيار الممثلين، قال: وضعتني المواهب المتقدمة في حيرة، فالمفروض أن أختار 20 ممثلا، لكني اخترت 50 شابا وفتاة من بين نحو 2000 متقدم، خلال 10 أيام فقط. وحول مشكلة الخروج عن النص، أجاب مازحا: لا يوجد عندي نص. والفارق كبير بين الخروج والإضافة، إذ نعتمد في المسرح على «الارتجال»، وهو مادة تدرس في جميع معاهد التمثيل حول العالم. وفي السعودية نهدف إلى تقديم محتوى يمكّن العائلات السعودية من الاستمتاع بالأعمال بكل أريحية وثقة بملاءمة المحتوى للمعايير الاجتماعية. وعن متابعته للأفلام السعودية، قال عبدالباقي: شاهدت أول فيلم سعودي أنتج في هوليود عام 1936، ما يعني أن السينما السعودية ليست وليدة اليوم، بل لها تاريخ طويل. وأعتقد أن القادم سيشهد انطلاقات تستحق أن تؤرخ للسينما السعودية. وأرجع عدم مشاركته التمثيل في مسرح السعودية، والاكتفاء بالظهور في نهاية العرض، لإتاحة الفرصة لتقديم الشباب أمام الجمهور المتعطش. وكان الفنان أشرف عبدالباقي والمخرج سعيد حامد، قد زارا «عكاظ» مطلع الأسبوع الحالي، واطلعا على مراحل تنفيذ الصحيفة، وأكدا حرصهما على التحاور مع «عكاظ» أولا، باعتبارها الصحيفة الأكثر انتشارا في المملكة، كما تتمتع بمهنية ومصداقية عالية، ناهيك عن تناولها القضايا التي تهم المجتمع على الأصعدة كافة. فيما قدم الزميل سعد الخشرمي الهدايا التذكارية للضيفين، بحضور عدد من الزملاء منهم: معاوية ياسين، وعدنان شبراوي، ومحمد سندي، ومحمد رؤوف، وسليم كرم، وأحمد السيد، ورانية الحارثي، وإكليل سلام. المخرج سعيد حامد: بلا إسفاف.. جذبوا الآلاف أكد المخرج السوداني الأصل، صاحب التاريخ السينمائي الطويل في مصر سعيد حامد، أن خفة ظل الشباب السعودي، كانت بمثابة مفاجأة. مشيدا بتجربة مسرح السعودية ونجاحهم في جذب الآلاف، دون إسفاف، كما برعوا في خلط اللهجات السعودية كافة، علاوة على التزامهم بالنص المكتوب بحرفية، لتقديم محتوى لائق للأسرة السعودية. لافتا إلى توافر عدد كبير من النصوص الجيدة، ما يعني أن التجربة لا تواجه مشكلة نص. وقال ل«عكاظ»: أعد الجمهور السعودي بأن أكون أول المنتجين في السوق السينمائية السعودية. وكشف حامد أنه وضع عينه على عدد من الشباب السعوديين للمشاركة في عمل سينمائي خلال الفترة القادمة. وعن تجربته السينمائية قال: بدأت ب60 حلقة فوازير بالأبيض والأسود بطولة الراحل علاء ولي الدين وأشرف عبدالباقي ومحمد هنيدي ولوسي وعبلة كامل، تلاها صعيدي في الجامعة الأمريكية الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، وحصد 27 مليون جنيه إيرادات، هي الأكبر في تاريخ السينما المصرية، تبعه همام في أمستردام، ثم جاءنا البيان التالي، وبعده شورت وفانلة وكاب، وجميعها حققت إيرادات ممتازة وحصلت على جوائز عدة. وحول استعداده والمخرجين المصريين لصناعة محتوى سعودي خاص للأفلام السعودية، قال حامد: بالفعل هناك عدد كبير من صناع السينما في مصر، يستعدون لدخول السوق السعودية الواعدة، ومن المنتظر أنها ستحقق نجاحات كبيرة في هذه الصناعة، فالبيئة خصبة، والعنصر المبدع متوفر، إضافة إلى وجود جمهور متعطش لمشاهدة أفلام بمحتوى وبيئة سعودية وممثلين سعوديين. مدخلي.. ضابط إيقاع المحتوى: حضور العائلات أكبر نجاح أوضح المشرف على محتوى مسرح السعودية ياسر مدخلي أن الحضور العائلي الذي شهدته العروض المسرحية المقدمة على مسرح النادي الأدبي بجدة يعد مؤشرا على النجاح الذي حققته التجربة، باعتبارها مبادرة إستراتيجية تحت مظلة مجلس مبادرات شباب مكةالمكرمة، التي تهدف إلى تدريب الشباب السعوي في المجالات المختلفة، كالتمثيل والديكور والأزياء والكتابة، إضافة إلى التعامل مع الجمهور؛ لصناعة عرض مسرحي مميز. وأكد مدخلي أن المبادرة حققت أحد أهم أهداف الهيئة العامة للثقافة المناطة بتطوير قطاع الثقافة والفنون في المملكة إلى مستوى منافس، لإبراز الجوانب الثقافية التي تزخر بها بلادنا والاستفادة من المعطيات الثقافية العالمية وتعزيز جوانب التبادل الثقافي مع الشعوب، وتعريف العالم بالجوانب الإبداعية والفنية التي تزخر بها المملكة، والإسهام في نشر رسالة السلام والحب من خلال المنتج الأدبي والفكري والثقافي، وتهيئة الوسائل اللازمة لاستثمار المواهب والطاقات وتطوير القدرات الإبداعية لدى مختلف فئات المجتمع. كيال: للمرة الأولى.. أصبحت في السعودية مهنة «ممثل» كشف الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة والمنفذة لمسرح السعودية ل«عكاظ» أن التجربة فتحت مجالا جديدا لعمل الشباب السعودي بمهنة «ممثل»، وهي إحدى مبادرات مجلس شباب مكةالمكرمة، بدعم وزارة الثقافة والإعلام وإشراف الهيئة العامة للثقافة. وقد تصدت الشركة للتجربة لإيمانها بمواهب الشباب، رغم أنها تنطوي على الكثير من المخاطر. إلا أن الاستعانة بأشرف عبدالباقي يعاونه اثنان من الشباب السعودي، كان خطوة موفقة. وأضاف كيال أن التجربة أثبتت أن مواهب السعودية على قدر المسؤولية، إذا توافر لها الاهتمام والتدريب ووضعها على الطريق الصحيح. وقد جاءت النتائج مبهرة نتيجة الجهود المبذولة من طاقم العمل. وحقق مسرح السعودية نجاحا كبيرا في وقت قياسي بشهادة الجماهير التي ملأت مقاعد المسرح منذ اليوم الأول للافتتاح. مضيفا: وستبث mbc العروض تلفزيونيا خلال عيد الفطر القادم. بينما ستتوقف العروض خلال شهر رمضان. على أن يفتتح أبوابه رابع أيام العيد بمسرحيتين جديدتين تعرضان لمدة أسبوع كامل. «عكاظ» تحاور الممثلين في الكواليس لم يكن اقتناص فرصة للتحاور مع ممثلي وممثلات مسرح السعودية مهمة سهلة، خصوصا أنهم يخضعون للتدريبات والبروفات لأكثر من 10 ساعات يوميا، على مدار 4 أيام، تليها 3 أيام عرض (الخميس والجمعة والسبت). ورصدت «عكاظ» آراء بعض الممثلين الشباب حول التجربة، إذ قال الممثل السعودي الشاب عبدالرحمن يماني: تم اختياري من بين أكثر من 2000 متقدم للعمل في مسرح السعودية، وجسدت عددا من الشخصيات التي أديتها بشكل ناجح، ولاقت استحسان الجمهور المتعطش للأعمال السعودية. ومنذ ظهوري لأول مرة على المسرح أيقنت أن الشباب السعودي نجح في جذب الجمهور بامتياز. ولم تخف الممثلة السعودية الشابة خيرية أبو لبن، أن أدوارها في العروض المسرحية تشبه شخصيتها، فهي تحلم بالتمثيل منذ الصغر. وعن رأي الأهل في دخولها إلى عالم التمثيل، قالت: أهلي راضون عن تجربتي، فهم يثقون في أخلاقي، وقد وجدت دعما كبيرا من أمي، وهي صاحبة الفضل في تحقيق أمنيتي في الوقوف على خشبة المسرح. ما يدفعني للمزيد من النجاح. وعن الحضور الجماهيري الكثيف قالت أبولبن: أعتقد أن أسعار التذاكر التي حرصت إدارة المسرح أن تكون في متناول الأسرة السعودية، كانت وراء الزخم الجماهيري الذي يشهده المسرح، إذ تراوحت الأسعار بين 30 و40 و50 ريالا. من جهتها، قالت الفنانة ريتاج اليافعي: نسعى في كل عرض لتقديم فكرة هادفة تنال رضا الجمهور، في تجربة أشبه بالحلم، كللت جهودنا في التدريبات بالنجاح.