رجح عدد من السياسيين المغاربة، أن يؤدي قطع المغرب لعلاقاته مع إيران إلى الحد من الخطر الإيراني في شمال أفريقيا، بعد أن كشفت الرباط تورط طهران في دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، وأكدوا ل«عكاظ» أن النظام الإيراني يعيش آخر أيامه بعد فتحه كل مسارات المواجهة ضده داخلياً وخارجياً، مطالبين باقتلاع أذرع إيران المسلحة مادام النظام الدولي يسمح بذلك. وأوضح رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني عبدالرحيم إسليمي، أن البوليساريو خضعت خلال الثلاث سنوات الأخيرة لتدريبات على بناء الممرات الأرضية والأنفاق في محاولة لتجاوز الجدار الدفاعي الأمني المغربي والتسرب نحو التراب المغربي للقيام بأعمال عدوانية، وأضاف أن قيادات من ميليشيا حزب الله اللبناني دخلت الأراضي الجزائرية بوساطة السفارة الإيرانية في الجزائر، وأشرفت على التدريب على بناء الأنفاق. وأشار إسليمي إلى أن إيران زودت البوليساريو بمعدات عسكرية وصواريخ، ودربتها على استعمالها في مشهد شبيه بما قامت به قيادات حزب الله مع المتمردين الحوثيين في اليمن، لافتا إلى أن إيران لا تزال تستهدف الأمن القومي المغربي منذ صعود الخميني إلى اليوم طيلة 40 سنة. ورجح أن تقود الأزمة الحالية إلى مواجهة مغربية - إيرانية في شمال أفريقيا وفي أوروبا وغرب أفريقيا، مشيرا إلى أن إيران باتت في مواجهة مع كل أطراف العالم العربي من الخليج إلى المحيط وستكون في لحظة انعزالية كبيرة. من جهته، أوضح الخبير الدستوري والمختص في الشؤون السياسية الدكتور رشيد لزق، أن قرار المغرب بقطع العلاقات مع إيران يأتي استجابة للتفاعلات الدولية والإقليمية، في وقت تريد إيران محاصرة دول المنطقة، مضيفا أن معلومات استخباراتية أكدت سعي إيران من خلال حزب الله إلى التدخل في الشؤون المغربية. وذكر أن توظيف ميليشيا حزب الله من قبل إيران في نقل خبراتها إلى البوليساريو يعد طعنة في ظهر المغرب، في ظل أوضاع إقليمية ودولية حساسة، لاسيما بعد تلويح البوليساريو بشن حرب عصابات ضد المغرب. بدوره، رأى المحلل السياسي محمد بودن، أن قطع العلاقات مع إيران يمثل تطورا طبيعياً للرد على سلوك إيران التي أصرت على اتخاذ مسلك التدخل في الشؤون المغربية، معتبرا أن القرار يمثل خطوة واثقة لوقف التدخلات الإيرانية في السيادة المغربية.