أكد المحلل السياسي، خالد الزعتر، أن إيران تسعى لخلق أذرع تابعة لها في أفريقيا، مبينا أن المتابع لسياسات النظام الإيراني واستراتيجيته في تدعيم نفوذه في منطقة ما، يجد أنه لا يسعى لهذه الخطوة وفق ما يتماشى مع الأعراف والاتفاقيات الدولية، بل يكون عبر خلق أذرع تابعة لها، كما يحصل في العراق ولبنان واليمن، ولذلك فإن الدعم الإيراني للبوليساريو لا يستهدف المغرب فقط، بل يستهدف بالدرجة الأولى خلق أذرع تابعه لإيران في القارة الأفريقية، وربما تريد إيران من دعم جبهة البوليساريو تحويلها إلى جماعة لا تختلف عن «حزب الله»، تكون هي الذراع الرئيسة لإيران في القارة الأفريقية، ويتم الاعتماد عليها في خلق أذرع تابعة لها في القارة الأفريقية، والعمل على تدريبها كما هو الحال مع «حزب الله»، الذي يعد الذراع الرئيسة لإيران في المنطقة العربية، ويتولى مهمة خلق أذرع لإيران وتدريبها. وقال الزعتر ل «الرياض»، إن القارة الأفريقية هي بؤرة التنافس الإقليمي بخاصة بعد أن نجحت الدبلوماسية العربية في تدعيم وجودها، ولعل تصريح الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد «بأننا أخرجنا إيران من أفريقيا بنسبة 95 في المئة «، يكشف أن التنافس في القارة الأفريقية وصل لمستويات عالية، ولذلك نجد أن هناك أطرافا عدة تسعى اليوم لاستهداف مساعي الدبلوماسية العربية وتدعيم وجودها في القارة الأفريقية لاستهداف الأمن القومي العربي، سواء بشكل مباشر، أو غير مباشر كما تفعل إيران من دعم جبهة البوليساريو وتدريبها على يد «حزب الله»، والنشاط القطري في الصومال عبر جمعياتها الخيرية المصنفة على قوائم الإرهاب مثل جمعية قطر الخيرية، التي نشطت مستغلة التردي الحاصل في المستوى المعيشي في الصومال. ورأى الزعتر أن قرار المغرب قطع العلاقات مع إيران لاعتبارات أمنية سيفضي إلى تحريك المياه الراكدة في القارة الأفريقية تجاه التدخلات والأطماع التوسعية للقوى الإقليمية ومن يدور في فلكها، ولذلك فإن القرار المغربي الحاسم من الممكن أن يكون خطوة ضمن إطار أوسع سيفرض على إيران إجراء مراجعة لسياستها الخارجية، ما يقود إلى مراجعة علاقتها مع قطر بخاصة في ضوء ما تكشف أخيرا عن دعم قطر للميليشيات التابعة لإيران، وأيضا سوف يدفع دولا أفريقية أخرى إلى التحرك في المسارين المغربي والعربي لمواجهة الأطماع الإيرانية. ولفت إلى أن قرار قطع المغرب العلاقات مع إيران سوف يقود نحو مرحلة جديدة من التعاون بين الدبلوماسية العربية والأفريقية، وهو بالتالي ما سوف يتمخض عنه ولادة مرحلة جديدة من مراحل المواجهة مع إيران، التي يعيش نفوذها في منطقة الشرق الأوسط تراجعا كبيرا، ما دفعها إلى الاستدارة نحو القارة الأفريقية لتعويض هذا التراجع، أيضا لن تكون المواجهة مع إيران في حدود إقليمية ضيقة بل سوف تتسع إلى المستوى الدولي بحكم العلاقة القوية بين فرنسا والمغرب، وهو ما يعني أن إيران التي كانت تعول على علاقتها بالاتحاد الأوروبي لهدفين الأول كبح جماح السياسة الأمريكية، والآخر الانفتاح الدولي عليها، قد تصبح في مواجهة مع الاتحاد الأوروبي في وقت تشهد فيه السياسة الغربية الكثير من التحركات بشأن الاتفاق النووي. Your browser does not support the video tag.