تفاعل عدد من المثقفين مع مناقشة مجلس الشورى لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد حول تقرير الأداء السنوي لوزارة الثقافة، وأبدوا عددا من الملاحظات حول أداء الوزارة، مؤملين أن تتم معالجتها وفق رؤية واضحة ترتقي بالمشهد الثقافي وتتماهى مع رؤية المملكة الطموحة في المجالات كافة. وعبر الكاتب الباحث قاسم الرويس عن رأيه في أداء وزارة الثقافة والإعلام المخيب للآمال سابقاً، مؤملاً أن لا تنتقل العدوى إلى الهيئة العامة للثقافة التي تم تشكيلها أخيرا. وقال: «إنه تم تغييب الثقافة التقليدية التي محورها الكتاب والكاتب عن المشهد الثقافي السعودي في الآونة الأخيرة، والدليل أن مجلس إدارة الهيئة العامة للثقافة لا يوجد به سوى شخص واحد يمكن اعتباره ممثلاً لها، فيبدو أن الهيئة أقرب اهتماماً إلى الفنون الجميلة منها إلى الثقافة المعرفية الجادة». وقال الرويس: «إنه لا يرى إستراتيجية عمل ثقافي حقيقي، ولا يرى تثمينا للكتاب الذي هو عماد الحركة الثقافية في كل زمان ومكان، فالمسرح والسينما والغناء والفن التشكيلي أجزاء عضوية من المشهد الثقافي لا تكتمل الثقافة من دونها، لكن أين الأدباء والكتاب والعاملون في الثقافة لسنوات طويلة من مجلس الهيئة الأخير، ماذا عن الأندية الأدبية، ما هو مستقبلها؟! لا نريد أن نستعجل في إطلاق الأحكام ولكن منذ تعيين رئيس تنفيذي للهيئة قبل أشهر عدة وأنا أشعر بالإحباط؛ إذ إن الرئيس من خارج الوسط الثقافي وغير متصل به وليس له سابق خبرة في طبيعته وأجوائه، ولكن لن نفقد الأمل في التجديد والإصلاح لأنه لم تتضح معالم مرجعية القطاع الثقافي وهويته حتى الآن في هذه المرحلة البرزخية التي تمر بها الثقافة في بلادنا». من جانبها، ترى الدكتورة الباحثة في المجال التاريخي هتون الفاسي أن حالة الرقابة من قبل وزارة الثقافة والإعلام يجب أن تنتهي. واستطردت: «يد الرقيب من قبل وزارة الثقافة والإعلام على الكتاب السعوديين يجب أن ترفع، ولا أعتقد أن هناك كاتبا سيكون غير مسؤول تجاه ما يكتب كونه حاملا للكلمة». وقالت إن الرقابة على الكتاب في معرض الرياض الدولي قامت بدور الوصاية غير المنطقية. وأضافت: «لا توجد آلية عمل حقيقية، الآليات لدينا معوقة»، فيما أثنت على سقف الحرية في التعبير في جمعية الثقافة والفنون بالرياض. ومن جهة أخرى، ترى الكاتبة المسرحية وفاء الطيب أن المشهد الثقافي يعاني تخبطاً -بحسب وصفها «لوحظ في الآونة الأخيرة تخبط في المشهد الثقافي إثر التعيينات والإقصاءات الأخيرة في وزارة الثقافة والإعلام، ما ساهم في إبطاء الحراك الثقافي في أداء الوزارة ومن تشملهم الوزارة برعايتها كالملحقيات والجمعيات الثقافية والأندية الأدبية التي ما زال دورها غير نشط في حياة المثقفين المتطلعين بحماس إلى مواكبة رؤية 2030». الوزارة تكرر الأسماء نفسها في كل مشهد ثقافي مع وجود الجديرين بالتكريم والمشاركة من الرواد والشباب الذين لا تعرفهم وزارة الثقافة والإعلام، ولعلنا الآن نشيد بدور هيئة الثقافة والإعلام في تحريك ركود جمعيات الثقافة والأندية الأدبية، وهي الوجه الحقيقي لثقافتنا السعودية، لتصل بأنشطتها إلى شرائح المجتمع كافة، وتجذب الشباب والشابات إليها، وتخصص مساحة واسعة في برامجها للمرأة والطفل، كما أنه من الواضح أن صوت الحراك الثقافي النسوي خافت وباهت الهوية على الرغم من الرؤية السعودية الجديدة التي تشدد على بروز دور المرأة في تطوير الشأن الثقافي عموما. من جهته، قال الروائي محمد عزيز العرفج: «أعتقد أن أداء الوزارة تجاه المثقفين غير مرضٍ، فهي من ناحية الإعلام لم تقم بواجبها تجاه قناة الثقافية، إذ كانت مجرد اسم، وأداؤها ضعيف لقلة الدعم والتأهيل للكوادر وصولا إلى الأجهزة مثل الكاميرات والإضاءة الرديئة». وانتقد العرفج دور الأندية الأدبية وتواصلها مع المثقفين وكذلك معارض الكتب التي تعامل المثقف والأديب معاملة غير مرضية؛ إذ إن الدعوات لا تصل إلى أكثر المثقفين الحقيقيين وإنما تصل إلى الأكاديميين الذين يمسكون بالأندية بدءا من الرئاسة وانتهاء ببعض المعاملات التي لا يوجد لها أيقونة في موقع الوزارة، ولا يستطيع المثقف أو الأديب الوصول إلى المسؤول المعني في الوزارة إلا عن طريق الواسطة!