لا يبدو أن أحوال المشهد الثقافي تسير إلى حال من التحسّن أو على الأقل تبعث على التفاؤل، فمنذ تعيين الشاعر محمد عابس مديراً عاماً لإدارة الأندية الأدبية والمثقفون يجددون مطالبهم، ويؤكدون على تفعيل الثقافة وأهميتها بالنسبة إلى مرحلة شديدة الحساسية، موضحين أن الثقافة هي صمام الأمان ضد كل ما يتهدد المجتمع من أفكار هدامة، وبالتالي يرى هؤلاء في استطلاع ل«الحياة» ضرورة الالتفات إلى الثقافة والعناية بمؤسساتها ورموزها. عمرو العامري: لا أعوّل على تعيين عابس دعني أعترف أني لا أعوّل كثيراً على وزارة الثقافة، وأعتقد أن هذا شعور كثيرين من المثقفين الذين لا يعولون كثيراً على الوزارة في ما يخص الشأن الثقافي، فقد خذلتهم كثيراً في مطالباتهم بإصلاح حال الأندية، وتجاهلت مطالباتهم في حل خلافات أندية كثيرة، ومددت مرة ومرتين وثلاثاً للإدارات الحالية من دون أن تسأل المثقفين رأيهم، في حين تقول إن الأندية من أدوات المجتمع المدني. ولهذا لا أعوّل كثيراً على تعيين محمد عابس، على رغم تقديري لشخصه، إذ في خاتمة الأمر هو ابن الوزارة والعارف ببيروقراطيتها، ولا أظنه سيخرج كثيراً عن النص. أنا أظن أن الأندية الأدبية كانت لمرحلة تجاوزها الزمن كثيراً، وشهد تبدلات عدة غيّرت وجه العالم في ما يخص الشأن المعلوماتي والمعرفي، إلا أن الأندية ما زالت في المربع ذاته. باختصار ما من شيء ينتظر، وأتمنى أن أكون مخطئاً. علي فايع: تحديات كثيرة تعيين الشاعر والإعلامي محمد عابس مديراً عاماً للأندية الأدبية يضعه أمام تحديات كثيرة في الأندية الأدبية. فالرؤية مختلف عليها بين لوائح مكتوبة وتطبيقات تنسف هذه اللوائح. عابس أمامه ملفات كثيرة إن كانت هناك رغبة لدى الوزارة في تغيير مفاهيم الأدباء والمثقفين تجاه هذه الأندية. الانتخابات وعضويات الأدباء وغير الأدباء في الجمعيات العمومية لهذه الأندية، ولائحة الأندية الأدبية التي لم يرض عنها أديب حقيقي في ما أعلم... كلها ملفات تسبق ما نحلم به، وقد اعتدنا في كل مرة أن نودع رئيساً بكلمات، ونستقبل آخر بكلمات نكتشف بعد زمن أنها واحدة. العلة ليست في الأشخاص كما بدا ويبدو. العلة في أزمتنا الإدارية وملفات الأندية الأدبية الشائكة، ومع هذا لا أملك لمحمد عابس إلا الدعاء له بالتوفيق والسداد. طلق المرزوقي: اختلاط الحابل بالنابل من الجيد أن يعيّن أديب مديراً للأندية الأدبية، فذاك يجعله أقرب إلى فهم متطلبات العمل الثقافي. وأظن محمد عابس يعرف جيداً الحال التي وصلت لها الأندية. وأظنه أيضاً قادراً على بناء استراتيجية واضحة للعمل، تجعل الأندية الأدبية تعمل بسوية أعلى مما هي عليه الآن. والأدباء ينتظرون الكثير من محمد عابس، ولعل أهم ما ينتظرونه من وجهة نظري هو التطبيق الفعلي للائحة الأساسية للأندية الأدبية الصادرة حديثاً، خصوصاً في مادتها الثامنة المتضمنة تفعيل النشاط الثقافي الحقيقي. ومادتها ال14 المؤكدة على ضرورة وضع قاعدة بيانات عن أدباء المنطقة لانتشال الأندية من حالها الآن، التي اختلط فيها الحابل بالنابل، مما جعل كثيراً من الأدباء يهجرون الأندية. زهرة آل ظافر: دور أكبر نتطلع إلى دور أكبر للأندية الأدبية في الفعل الثقافي، وإلى مزيد من الإصلاحات والحلول المتعلقة بقضايا ومشكلات بعض الأندية حفاظاً على قيمة وجوهر الثقافة. كما نتطلع إلى تحقيق أمل الكثير من القائمين على الأندية من رؤساء وأعضاء مجالس بتفريغهم أو إعارتهم من وزاراتهم لوزارة الثقافة والإعلام، كي يتسنى لهم النهوض بالأندية ومتابعتها جيداً. عبدالعزيز الشريف: استقلالية الأندية مهمة محمد عابس صعبة ولكنها ليست مستحيلة، وعسى أن تذلل له الصعاب التي وقفت في وجه من سبقه في هذا الموقع، الذين عملوا وحاولوا للخروج بخريطة جديدة للأندية الأدبية في المملكة وإدارتها المركزية في الوزارة. ومحمد عابس ليس ببعيد عن أجواء الأندية الأدبية، فهو قريب ومطلع على همومها وشجونها وآمالها وتطلعاتها، ويملك من الخبرة الإدارية والصداقات العريضة في المشهد الأدبي والثقافي والاعلامي. الأندية الأدبية بحاجة إلى تطوير مخرجها الأدبي والثقافي وبما يتواكب مع روح العصر، وأن تكون فعلاً حاضنة طبيعية للحراك الاجتماعي من حولها. نحن بحاجة إلى لغة مشتركة مقنعة بين الطرفين النوادي الأدبية من جهة والمتلقي من جهة أخرى. نتطلع إلى استقلال إدارة النوادي الأديية كوكالة لكي تمارس دورها بشكل مستقل. ظافر الجبيري: النجاح مرهون بخطة عمل محمد عابس مثقف عتيد، ومذيع مميز، وشاعر جميل، وفوق هذا هو الإداري الذي عايش الوزارة. وعركته السنون والأيام في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية. والأندية الأدبية جزء مهم من المشهد الثقافي في المملكة. ولا أبالغ إن قلت إن الأندية الأدبية ومعرض الكتاب هما جناحا طائر اسمه الثقافة في بلادنا. وقد خبر الرجل تفاصيل هذين العملين عن قرب. نجاح محمد عابس مرهون بما لدى الوزارة من خطة عمل ناجزة في مسألتي الانتخابات واللائحة الجديدة المنظمة لها. كما أنه بحاجة ملحة إلى دعم الوزارة في مهمته الجديدة، أو هي مهمة صعبة تحتاج للصبر والصراحة، وتجاوز حالات التعثر والتوقف التي رافقت التعيينات والاستقالات المتلاحقة في إدارة الأندية الأدبية من عديد من الأسماء في الفترة الأخيرة، ما يعكس حالاً من البحث عن الطريق والمسار. كما أنه بحاجة إلى دعم الجسم الثقافي ممثلاً بالمثقفين والإعلاميين ومنتسبي الأدب ومحبيه.