ما إن توقف العمل في محطة القطار (شمالي الخرج) قبل نحو ربع قرن، حتى فقد الحي الذي كانت تقع فيه، كثيرا من أهميته، فلم يحظ بالخدمات طيلة هذه المدة، فتهالكت طرقه، ولم تشملها الصيانة والسفلتة والإنارة، فضلا عن المعاناة التي يعيشها السكان، بهطول الأمطار، إذ تنتشر المستنقعات في شوارعه مصدرة للسكان الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، ولم تقتصر المعاناة عند هذا الحد، فحي القطار يفتقد كثيرا من المرافق الحكومية، منها إنشاء مركز شرطة، إضافة إلى أن المركز الصحي يعاني من نقص حاد في الأجهزة والكوادر الطبية. ذكر المشرف التربوي في تعليم الخرج محمد صالح الحربي أنه يقطن في حي المطار منذ 40 عاما، لافتا إلى أنه من الأحياء العريقة، واستمد اسمه من محطة القطار التي كان يتوافد إليها المسافرون قبل ما يزيد على ربع قرن. وشكا من النقص الذي يعانيه الحي في الخدمات التنموية الأساسية، مبينا أنه يحتاج لشبكة تصريف الأمطار والسيول. وقال: «للأسف ما إن تتلبد السماء بالغيوم حتى نضع أيدينا على قلوبنا خشية هطول الأمطار، فعندها تمتلئ الشوارع بالمياه، وتنتشر المستنقعات، مصدرة لنا الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة»، مشددا على أهمية إنشاء شبكة تصريف للأمطار والارتقاء بالإصحاح البيئي في القطار. وانتقد الحربي افتقاد المركز الصحي في الحي لكثير من الكوادر والأجهزة، ملمحا إلى أنه يعاني من افتقاده لطبيب أسنان، ما يدفعهم إلى مراجعة المستوصفات الخاصة التي تستنزفهم كثيرا من الأموال. وأضاف: «لا يوجد في مركز صحي القطار سوى طبيب عام واحد يباشر جميع الحالات، ما يضاعف الازدحام عليه، إضافة إلى أنه يفتقد لمختبر»، متمنيا النظر باهتمام إلى المركز الصحي وتزويده بما يحتاجه من الأجهزة والكوادر الطبية، خصوصا أن مستشفى الملك خالد في الخرج يبعد عن الحي ما يزيد على 30 كيلومترا. وأفاد الحربي بأن عدد سكان الحي يزيد على 5 آلاف نسمة، وباتوا في أمس الحاجة لافتتاح مركز شرطة، يباشر البلاغات ويضبط الوضع الأمني في القطار، ملمحا إلى أن أقرب مركز شرطة يبعد عنهم أكثر من 20 كيلومترا، وهي مسافة بعيدة على حد قوله. ورأى إبراهيم عسيري أن مدخل الحي بحاجة لمزيد من الاهتمام، مقترحا وضع إشارة مرورية فيه لتنظم حركة خروج ودخول المركبات منه وإليه، مبينا أنه كانت في السابق توجد إشارة مرورية بالحي، إلا أنها أغلقت. واستاء من تهالك كثير من الطرق في الحي، خصوصا المؤدية إلى المدارس، لافتا إلى أنها بحاجة للصيانة والسفلتة. وأوضح أن معاناة الشوارع لم تقتصر على غياب السفلتة، بل تشكو من انعدام الإنارة، فما إن تغرب الشمس حتى يخيم الظلام على القطار، وتسهل حركة ضعاف النفوس، مشددا على أهمية تدارك الوضع سريعا، وإنارة الحي. ووصف عيسى النعمي مستوى الإصحاح البيئي ب«المتدني»، مبينا أن الأشجار تنتشر في الشوارع بعشوائية وتعيق حركة المركبات، مؤكدا على أهمية أن تخضع للتهذيب والقص. وأشار إلى أن تكدس النفايات، خصوصا حول المقبرة، تسبب في انتشار الكلاب الضالة حولها، وباتت تشكل خطرا على العابرين، خصوصا الأطفال، مطالبا بالاهتمام بالإصحاح البيئي في القطار، والارتقاء به.