بعد أن تلاشى عطش السعوديين إلى السينما أخيراً بتوقيع أول رخصة لصالح شركة AMC الأمريكية في العاصمة (الرياض) أخيراً، استعاد رواد السينما في مدينة جدة قديماً ذكرياتهم خلال الأمسيات العتيقة في ستينات وسبعينات القرن الماضي، إذ يستعد السعوديون آنذاك إلى حجز التذاكر للأفلام المعروضة، ومن ثم اصطحاب عائلاتهم للترفيه عنهم، قبل أن تغزوها رياح الصحوة وتتلاشى لثلاثة عقود. وفي المنطقة التاريخية بجدة (حارة الشام) تحدث المسن أحمد ل«عكاظ» عن الحياة الطبيعية التي عايشها في تلك الفترة، إذ يؤكد أن «جدة عاشت أجمل زمن سينمائي في الستينات والسبعينات الميلادية». وأضاف: «كنا لا نكل ولا نمل من مشاهدة الأفلام العربية والهندية والأمريكية»، مخصصاً الحديث لأفلام فريد شوقي الملقب ب«وحش الشاشة»، والفنان محمد المليجي الملقب ب«برنس الشاشة». وأكد أحمد أن الدخول إلى قاعات السينما «كان مجانياً للصغار بأوقات عرض الأفلام المناسبة لهم». وأضاف باسماً: «ولم يكن يمنعنا ذلك من الدخول خلسة خلال عرض أفلام الكبار عندما كنا صغاراً في بعض الأحيان». وعدد أحمد دور عرض السينما في مدينة جدة قديماً، إذ استذكر 7 دور سينمائية، وهي سينما عمر ظافر، وسينما عم حمزة حلواني، وسينما أبوصفية، وسينما «الدَّرَج»، وسينما عبدالله سعد، وسينما موقف مكة، مؤكداً أن مقاعد هذه الدور كانت تمتلئ قبل بداية العرض لأي فيلم سواء في أيام العمل أو إجازة نهاية الأسبوع. وقال أحمد إن طريقة العرض المتعارف عليها كانت تعرض فيلمين يومياً في أيام العمل، و3 أفلام في أيام الإجازات الأسبوعية. واستدرك متحسراً: «بشكل مفاجئ أصبحنا في أحد الأيام على منع وتحريم هذه الصروح الثقافية والترفيهية المعتدلة والمفيدة».