في الوقت الذي تهربت فيه عدد من مكاتب تأجير السيارات من قرار التوطين وأغلقت أبوابها أمام الباحثين عن لقمة العيش.. أبدى عدد من الشباب فرحتهم بالحصول على وظائف برواتب مغرية وحوافز كبيرة، متوقعين أن تنجح القرارات الأخيرة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية في تحقيق التوطين بنسبة تصل إلى 100%. وكشفت جولة "عكاظ" الميدانية بالعاصمة المقدسة مكةالمكرمة عن ارتياح الكوادر الوطنية للمهنة التي كانت مقتصرة حتى وقت قريب على العمالة الوافدة، ووصف الشاب علي الأسمري (خريج جامعي) التجربة بالأكثر من «رائعة»، وخصوصاً مع الرواتب المجزية التي تتجاوز 5000 ريال وما يصاحبها من تأمين صحي وعمولة ومكافأة موسمية، وأبان أن الشركة التي يعمل بها تمتلك أسطولاً من السيارات المعدة للتأجير، تصل إلى 213 سيارة مختلفة الطراز والأحجام، ويرى صاحب المكتب ضرورة توطين القطاع ويشجع الشباب السعودي على الانخراط في المهنة، لاسيما أنها لا تتطلب جهداً بدنياً أو ميدانياً تحت أشعة الشمس الحارقة، بل تدار هذه المكاتب عبر برامج حاسوبية مبسطة، مشيراً أنه التحق بهذا العمل قبل 3 أشهر مضت، إذ لم تتجاوز فترة التدريب يومين. وكشفت الجولة عن إغلاق مجموعة كبيرة من مكاتب تأجير السيارات بغية الهروب أو عدم الانتقال إلى سعودة المكتب وعدم استقبال العمالة الوطنية.. في حين قال أحمد القحطاني (صاحب محل تأجير سيارات): المبالغ التي ندفعها على الموظفين السعوديين أقل من الوافدة، خصوصاً أن الأخيرة تحتاج إلى تجديد إقامات وتذكرة وتأمين وغيرها من المبالغ الأخرى، وأشار إلى أنه طالب بالسعودة من سنوات عديدة كون أبناء الوطن الأجدر بهذه الوظيفة، وأوضح أنه منح موظفي المكتب بدل غلاء معيشة 500 ريال وبدل تعيين 300 ريال لأنهم الأحق بها. وفي موقع آخر أكد الشاب سلطان الزهراني (ثانوية عامة) سهولة إجراءات العمل في قطاع تأجير السيارات مع الرواتب المجزية، مبيناً أنه التحق بالعمل منذ 3 أشهر قبل فرض قرار السعودة برواتب تتجاوز سقف ال 3750 ريالاً، يضاف إليها بدل مواصلات وبدل غلاء معيشة وسكن وحوافز مالية تضاف كحوافز مع حجم العقود التي يجري إبرامها مع العملاء. وبرهن الشاب نايف الزهراني (13 عاماً في خدمة تأجير السيارات) على نجاح التجربة.. وقال: العمل في مجال تأجير السيارات واسع وله جوانب كثيرة، مشيرا إلى أنه بدأ مشواره في هذا القطاع براتب 3000 ريال، واستمر على ذلك حتى استقر على راتب شهري يفوق 7 آلاف، داعياً السواعد الوطنية إلى التوجه دون خوف نحو هذه المهنة، خصوصاً أنها لا تتطلب جهداً بدنياً، مشيراً إلى أن فترة العمل تمتد من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً بنظام فترة واحدة. وفي السياق نفسه قال الشاب محمد الصاعدي (خريج جامعي): التحقت بالعمل قبل 3 أشهر براتب شهري 5000 ريال، يضاف إليها 500 ريال بدل غلاء معيشة وتأمين صحي شامل، وأشار إلى أن بيئة العمل في تأجير السيارات جاذبة ومحفزة لمن أراد أن يرسم حياة مستقبلية طموحة، ويبني عش الزوجية، وأبان أن صاحب العمل ذو عقلية شبابية متفتحة، ويشجع على سعودة القطاع وتسليمه للشباب الطموح المثابر الذي يبحث عن لقمة العيش. وختم الصاعدي حديثه قائلاً: المجال واسع في إحلال الأيادي الوطنية محل الوافدة ويشجع على الاستمرار في ظل الحوافز الشهرية والتشجيعية لأبناء الوطن. وأشاد الشاب أمجد شقدار بالتجربة بعد ممارسته للعمل منذ 7 شهور، وأبان أن الرواتب مشجعة ومرضية إذ تتراوح بين (3500 - 4000) يضاف إليها عمولات وتأمين صحي وبدلات متعددة، وأشار إلى أن المناخ مهيأ للعمل، ولم يجد الشباب السعودي أي مضايقات، لاسيما أن القطاع يمتلكه سعوديون بنسبة 100%.