أكد وكيل وزارة الثقافة اليمنية زايد جابر أهمية العمل الثقافي توازياً مع العمل العسكري في معركة التحالف العربي والشرعية أمام ميليشيا الانقلاب الحوثية، مشيراً إلى أن الميليشيا تدرك أن الفكر والثقافة هما الوقود الذي يستمر ويمد الحركة بمزيد من المقاتلين، ومن التهيئة الشعبية ومن الحاضنة الاجتماعية أن المجتمع اليمني يعاني من أمية ثقافية، واتساع دائرة الجهل والتسرب من المدارس. وأضاف وكيل وزارة الثقافة في لقاء تلفزيوني أن ميليشيا الحوثي الانقلابية تسعى إلى إقامة الدورات الثقافية التي تسعى لتعبئة الملتحقين بالجبهات وأدلجتهم بالفكر الحوثي الطائفي،مشدداً على ضرورة أن يتوازى مع حرب استعادة الشرعية جهد فكري وثقافي ومعرفي لإعادة الأمل للناس بقيم الثورة والجمهورية. وأشار إلى أن الإمامية قديماً في اليمن استطاعت تقديم تاريخ اليمن بالصورة التي أرادوها، وأن يشوهوا كل صورة نضالية لتاريخ الحركة الوطنية الطويلة فهناك تشويه وتغييب لهذا التراث الكبير والعريض، مشدداً على أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني الحقوقية والثقافية والفكرية في رصد الحقيقة كما هي، وتوعية الناس، ويأتي بعد ذلك الشعر والمسرح والفن في تخليد هذه الأحداث والقضايا في وعي المجتمع، لتشكل نوعا من التحصين للمجتمع في المستقبل. وأضاف جابر: «يجب إدراك أهمية تعاون المؤسسة الرسمية مع المؤسسات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الطابع الثقافي والفكري إلى جانب اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين، ووضع خطط وبرامج عملية لكيفية إحياء دور الثقافة والفكر في مواجهة الأفكار الظلامية وأفكار الميليشيات الطائفية وأفكار ما قبل الدولة وإعادة الأمل بالمشروع الوطني الجامع». من جهته أوضح رئيس المنبر اليمني للدراسات والإعلام الدكتور عبدالمجيد الغيلي أن الميليشيا الحوثية تستخدم الثقافة كسلاح، وتسعى لتحويلها إلى ثقافة طائفية، مؤكداً أن الأئمة عبر التاريخ كانوا يهتمون بتدوين يومياتهم، داعياً وزارة الثقافة إلى كتابة تاريخ اليمن وتخصيص جهود وباحثين ومراكز توثق توثيقاً أميناً صادقاً معبراً عن الهوية اليمنية المجتمعية وليست عن هوية طائفة معينة. وأكد الغيلي أن الحروب والأزمات تفرز المثقفين الحقيقيين الذين يخلدون أنفسهم ويخلدون مجتمعاتهم ومن يتحدثون عنهم، فالادعاء أن الحرب هي عائق أو تقلل من الإنتاج الفكري هي «مغالطة». وأشار الغيلي إلى أن مجلة المنبر اليمني تصل إلى الجبهات الأمامية للجيش الوطني، وتصل إلى مختلف الناس في الشارع اليمني، والنخبة والسياسيين والقياديين، وعشرات الآلاف من النسخ قد وزعت خلال عام من صدورها وتعد المجلة المطبوعة الوحيدة، ولا تزال الساحة بحاجة إلى العديد من المطبوعات ولا يمكن الاكتفاء بالإنترنت وشبكات التواصل، فوجود الكتاب والمجلة والرواية والقصيدة «هو الشيء الباقي الذي نلمسه»، ويسهم في توعية المجتمع ضد الطائفية الحوثية.