فيما يتوجه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن لطرح توجهات الرياض المستقبلية والسياسة السعودية في ظل «رؤية 2030»، مواصلا جولته التي بدأها بجمهورية مصر العربية ثم بريطانيا، تحدث ل«عكاظ» خبيران أوروبيان عن الحراك المكوكي للدبلوماسية السعودية، وأهم ملفات محادثات ولي العهد مع الرئيس ترمب وكبار المسؤولين الأمريكيين، بحسب رؤيتهم. وأشارا إلى أن جولة ولي العهد تأتي في ظل توافق أوروبي مع السياسة السعودية، خصوصا ما يتعلق بإيران لا سيما بعد اجتماع برلين الأخير ومطالبة كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بأهمية التزام إيران بشروط، واقتراحها فرض عقوبات على إيران إذا لم تلتزم بذلك. وأوضح الخبير في شؤون الشرق الأوسط والخليج البروفيسور أودو شتاينباخ أن الأمير محمد بن سلمان سيناقش العديد من الملفات المهمة خلال زيارته لواشنطن، على رأسها موقف بلاده من التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، وكيفية مواجهة أي تصعيد فيه، لافتا إلى أن مطالبة الرئيس ترمب بالخروج من الاتفاق النووي ربما لا تكون الخطوة المطلوبة للحفاظ على أمن الخليج. وألمح إلى أن ما صرح به ولي العهد السعودي بأن إيران ليست ندا للسعودية، وأن الرياض قادرة على تطوير القنبلة النووية، خطوة جريئة تنم عن توجه سياسي يحتوي مفهوم أمن الخليج، وهو أمر يشكل نقطة انطلاق الزيارة إلى الولاياتالمتحدة. وفي السياق ذاته، رأى الخبير في الشؤون العربية وأستاذ العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة بون البروفيسور تيلمان ماير أن جولة ولي العهد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تتسم بتوجهات لمفهوم السياسة السعودية مع الشركاء، وهنا يكون الحديث عن العلاقات مع واشنطن، يقابله موقف سعودي واضح من سياسة إيران وملفها النووي. وأشار إلى أنه مع متابعة الترتيبات وتصريحات ولي العهد قبل الزيارة نلاحظ خطا سياسيا يرتكز على مبدأ التعامل بوسطية الإسلام، إضافة إلى حرصه على تحقيق الأمن والاستقرار لدول الخليج، وفي مناطق الصراع كافة، في سورية والعراق واليمن، وكذلك السلام في الشرق الأوسط على أساس القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام، ومبدأ ثالث يتعلق بالسعودية الجديدة في ضوء رؤية 2030 التي تحمل الكثير من الإصلاحات والتطوير، خصوصا ما يتعلق بدور المرأة السعودية. وبالعودة إلى إيران، قال إن ولي العهد يحمل معه إيضاحات للتوجه السعودي في ما يتعلق بسياسة إيران والملف النووي، كما أن الرئيس الأمريكي ترمب أوضح موقفه من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في فيينا عام 2015 من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، واحتمال خروج الولاياتالمتحدة منه إذا لم تلتزم إيران بتنفيذ الشروط المتفق عليها، فيما يرى الجانب الأوروبي فرض عقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية. كما أن دور إيران في الملف السوري ودعمها للحوثيين في اليمن ودورها في مناطق الصراع، فضلا عن دعمها الإرهاب، تشكل ملفات أساسية في زيارة ولي العهد. واهتم الخبيران بالملفين الاقتصادي والاستثماري واتفقا على أن السعودية تشهد مرحلة اقتصادية مهمة تنطوي على رؤية 2030 التي سيكون للمرأة السعودية فيها دور لا يمكن الاستهانة به بصفتها تشكل نصف المجتمع، بجانب مشروع العاصمة التجارية (نيوم)، باعتباره من أكبر المشاريع الاستثمارية في القرن ال21. واتفقا على أن الزيارة السعودية إلى الولاياتالمتحدة تكتسب أهميتها كونها تأتي قبل انعقاد القمة الخليجية، التي من المفترض أن تعقد في شهر أبريل القادم.