لم يخطر ببال أي سعودي أن ذاك الطفل الذي كان يطل عليهم بين الفينة والأخرى مطلع العام 2014، عبر تطبيق ال Keek، شاناً حربه الكلامية مع طفل آخر، ومنشداً بعض الأبيات المشهورة التي تختزنها ذاكرة، سيزاحم المثقفين بعد 4 أعوام في معرض الكتاب على منصات توقيع الكتب، ويقف إلى جوارهم ليوقع كتابه الذي سمّاه بلزمته الشهيرة «توصون شي والاش». كانت الأمور طبيعية في علاقة السعوديين مع «أبو جفين»، المولود في العام 1419، والتي بدأت منذ أن كان وجهه طفولياً بحتاً، قبل أن يفكر في الظهور على شاشات هواتفهم المحمولة مرتدياً شماغه الأحمر الذي بات لا يفارقه، إضافة إلى علامات الثراء التي بدت تتضح عليه، حتى صدم الشارع الثقافي السعودي بالمشهور الصغير الذي أعلن عن توقيع كتابة الذي لم يعلن عن محتواه في دار كتب لأحدى القامات الثقافية العربية، في معرض الرياض الدولي للكتاب. وعلى الرغم من اعتماد «أبو جفين» الكبير على الشعر في تعاطيه مع جمهوره في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن موجه من الامتعاض وعدم القبول لكتاب «توصون شي ولاش» وجدت حيزاً كبيراً في العديد من مواقع التواصل الاجتماعية دون أن يطلع أحد من منتقدي «أبو جفين» عن محتوى الكتاب الأول له. تجربة «أبو جفين» الثقافية الأولى التي بدأها من خلال كتابه التي علمت «عكاظ» من عدة مصادر أنه «ديوان شعر عامي» لقصائد تعود إلى أبو جفين، المنتمي لبيئة شعرية منذ صغره، ليبقى الحكم على تجربة أبو جفين الثقافية الأولى رهن نقاد الشعر النبطي للحكم عليها وإجازتها، بعد أن «جحفل» أبو جفين المثقفين خلال اليومين الماضيين بعدم إعطائهم فرصة لمعرفة كتابة الذي جاء مخالفاً للعديد من التوقعات والمشاركات السابقة للعديد من مشاهير التواصل الاجتماعي التي وجدها المتلقين تجارباً ركيكة لا تستحق النشر أو التوزيع.