ما كان إشاعات وتسريبات وتمنيات طوال أسابيع صار أخيرا حقيقة نصراوية صبغت المستقبل النصراوي بتفاؤل لا حدود له. فقد جرى تسمية سعود بن سويلم رسميا رئيسا لنادي النصر وسلمان المالك نائبا له، وهما الآن منخرطان في تشكيل أعضاء مجلس إدارتهما. وقد حظي هذا الإعلان بترحيب وارتياح واسعين في المدرج النصراوي، الذي شعر بالكثير من الاطمئنان على مستقبل ناديه مع وجود إدارة يقودها نصراوي ذو ملاءة مالية عالية جدا. ورغم أن ابن سويلم قدِم من الظل ولم يكن اسمه معروفا لدى الجمهور، ولم يسجل أي حضور في تفاصيل المشهد النصراوي خلال المواسم الماضية، إلا أن حضوره القوي في الفترة القصيرة في هذا الموسم عبر بعض مبادرات الدعم، وتقديم الإعلام له بشكل ممتاز، ساهما ليس فقط في إزالة أي التباس أو توجس أو حتى تحفظ على تسلمه دفة الكيان النصراوي في المرحلة المقبلة، بل حتى في إقناع النصراويين بأنه الخيار الذي لطالما بحث عنه النصر. وكان لافتا أن الرئيس الجديد أعلن عن توليه شخصيا ملف المدرب واللاعبين المحليين والأجانب، وهو الملف الذي لطالما اشتكى جمهور النصر من سوء إدارته، وما علق به من شبهة فساد، وتلاعب سماسرة، وكان ذلك سببا في هدر أموال النادي وفقدان عدد من البطولات، وهذا يعني أن ابن سويلم لا يريد ولن يسمح بتكرار ما حدث بالماضي في هذا الملف. والمثير هو أن النصراويين أصبحوا الآن يعيشون حالة «ترف» نادرة، يعكس جانبا منها الجدل حول عودة المدرب كارينيو أو التعاقد مع مدرب آخر أفضل منه، وهذا يعبر بصدق عن سقف طموحات النصراويين الذي ارتفع إلى حد لم يبلغه من قبل قط. ويحاجج أنصار عودة كارينيو بأن هذا المدرب فضلا عن إمكاناته الفنية الرائعة يمتلك تجربة ناجحة مع الفريق، مما سيساعد كثيرا في فرص تكرارها، ويدللون على صوابية رأيهم بتجربة داسيلفا مع النصر، وتجربة ديمتري مع الاتحاد، فيما يرى فريق آخر بأن الخيار الأفضل للنصر هو التعاقد مع مدرب جديد أفضل من كارينيو، خصوصا أن كثيرا من المدربين الذين حققوا إنجازات مع فرقهم ثم تركوها، فشلوا فشلا كبيرا عندما عادوا لتدريبها من جديد. هذا الجدل بين النصراويين يغني عن الكثير من الحديث عن الحالة النصراوية الجديدة، وهو يعبر بوضوح عن «انتعاشة» نصراوية تعد بمواسم مقبلة واعدة. وهذه الحالة أقوى رد على بعض «المرجفين في المدينة النصراوية» الذين خوفوا النصراويين من «المجهول».. فهذا هو المجهول الذي لم يكونوا يريدونه للنصر فقد كانوا يريدون استمرار «المعلوم» و«المقسوم» الذي كانوا ينعمون به في ظل الماضي النصراوي. [email protected]