تهافتت الوكالات العالمية لرصد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جولة مكوكية تبدأ من جمهورية مصر العربية، إذ يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد ل«وكالة فرانس برس» أن "زيارة الأمير محمد ستفسر على أنها تاكيد لدعم السعودية لبقاء السيسي رئيسا لمصر لولاية ثانية"، كون مصر هي جزء من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لنصرة الحكومة الشرعية في اليمن في مارس 2015 لقتال الحوثيين المدعومين من إيران حسب القرار الأممي 2216. كما أن السعودية مصر إضافةً إلى الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين أعلنوا مقاطعة الحكومة القطرية في يونيو الماضي بسبب دعم الدوحة للإرهاب وإيواء رموز متطرفة، ما دفع أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب إلى إعلان قوائم إرهابية تضم أفراد وكيانات تسببت في الفوضى. وفي سياق متصل، ذكر مصدر حكومي سعودي أن اختيار الأمير محمد بن سلمان لمصر محطة لأول جولة له منذ توليه ولاية العهد «تجدد التأكيد على التعاون السعودي المصري على أعلى المستويات»، كاشفاً النقاب عن المحادثات التي ستطرح على طاولة الأمير الشاب والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إذ تشمل المحادثات بين الجانبين «المسألة الايرانية، والنزاع في اليمن، ومكافحة الإرهاب والتعاون في مجال الطاقة». ويتوقع مراقبون أن يزور ولي العهد السعودي خلال رحلته المكوكية، فرنسا خلال الأسابيع المقبلة. فمن جهته، يرى المفكر في معهد المشاريع الاميركي أندرو بوين لفرانس برس أن «هذه الزيارة الأولى لولي العهد هي رمزياً لحظة محاولة الأمير الشاب أن يقدم أفضل صورة عن بلاده للعالم»، مضيفاً أن الزيارة «تأتي في وقت تشهد (السعودية) تحولات» كبيرة، مبدياً إعجابه بقدرته على قدرته بقيادة السياسة الخارجية للسعودية "رغم أزمتي قطر واليمن. وهذه ليست مهمة سهلة". وتؤكد زيارة الأمير الشاب للولايات المتحدة أواخر مارس، والتي قال مصدر في الحكومة السعودية أنها ستشمل العديد من المدن، مساعي إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب للتوقيع على معاهدة تعاون نووي مع السعودية. ومن المتوقع أن تعلن الرياض هذا العام عن الجهة التي ستكلفها ببناء أول مفاعلين نوويين من بين 16 مفاعلاً تنوي بناءها، وتجري مفاوضات حالياً مع الولاياتالمتحدة على اتفاق تصدير التكنولوجيا الضرورية لبناء هذه المفاعلات. وإضافة إلى الشركة الأميركية ويستنغهاوس، تسعى شركات روسية وفرنسية وصينية وكورية جنوبية الى الحصول على عقود مع السعودية. ومن بين النقاط التي سيتركز عليها الحديث كذلك طرح أسهم شركة أرامكو العملاقة للنفط للاكتتاب العام. وتستعد المملكة إلى بيع أقل من 5% من أسهم الشركة التي تعد جوهرة تاج الاقتصاد السعودي، في عملية اكتتاب يتوقع أن تكون الأضخم في العالم، والتي جاءت ضمن الخطة الطموحة للأمير محمد بن سلمان لتخطي عصر «إدمان النفط» والانطلاق نحو «عنان السماء»، إذ أكّد الأمير الشاب أنه مشاريعه «للحالمين فقط». وقالت عضو معهد بيكر للسياسات العامة في جامعة رايس في الولاياتالمتحدة كريستين اولريخسين إن الأمير محمد بن سلمان قد يسعى إلى تعزيز التنافس بين الحكومة البريطانية والولاياتالمتحدة خاصة بشأن اكتتاب أرامكو". وفي مارس 2017، استضاف الرئيس ترمب الأمير محمد بن سلمان بعد اسابيع من توليه مهام الرئاسة، واختار السعودية للقيام بأول زيارة رسميه له خارج البلاد كرئيس للولايات المتحدة. وفي ظل رئاسة ترمب زاد التقارب بين الرياض وواشنطن، الحليفتان التاريخيتان، خاصة مع تشديد ترمب لموقفه من إيران.