يزور رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المملكة اليوم (الأربعاء) وفق ما أكده مصدر في الحكومة اللبنانية. وأوضح مصدر آخر قريب من الحريري إنه سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويأتي إعلان الزيارة غداة تلقي الحريري أمس الأول (الإثنين) دعوة لزيارة الرياض نقلها إليه المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا خلال زيارته إلى بيروت. وكان موفد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، قد أنهى زيارته إلى لبنان أمس (الثلاثاء) بلقاء رئيسي الوزراء السابقين نجيب ميقاتي وتمام سلام. وأكد ميقاتي عقب اللقاء أن العلاقات بين السعودية ولبنان راسخة ومميزة وتتمتع بالصدق وأعلى درجات التقارب وأوثق أواصر التفاهم والتناغم على الدوام، معتبرا أن زيارة العلولا طبيعية لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وشدد الرئيس ميقاتي على أن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان حريصان على دعم لبنان ومؤازرته في كل الظروف، مؤكدا أن السعودية لم ولن تغض النظر عن مصلحة لبنان واللبنانيين، كما أن للبنان تاريخاً في العلاقات مع المملكة لا يجوز التفريط فيه. فيما رأى الرئيس تمام سلام أن مهمة العلولا تندرج في إطار دعم خيار الدولة في لبنان والدعوة لرئيس الحكومة سعد الحريري لتعزيز العلاقات عشية الاستحقاقات الانتخابية. وأوضح أن السعودية ليس لها مطالب بشأن الانتخابات، وأن كل ما تتمناه هو تعزيز لبنان والمحافظة على النظام والدولة، مؤكدا أن المملكة لن تقصر في كل ما بوسعها فعله، خصوصاً أن العلاقة بين لبنان والمملكة تاريخية وتستوجب أن يكون هناك تواصل وثقة وتبادل زيارات. وأبدت القوى السياسية اللبنانية ارتياحها لأجواء الزيارة، واعتبر عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر أن زيارة العلولا تأتي للتأكيد على استمرارية العلاقة بين السعودية بلبنان، وهو ما من شأنه أن يبدد كل ما أثير حول العلاقة بين البلدين، معتبرا أن الزيارة غير مرتبطة بالانتخابات رغم المصادفة في التوقيت. ورأى النائب عماد الحوت أن الزيارة تأتي في إطار التأكيد على نفي ما يقال بأن السعودية تخلت عن لبنان خصوصا بعد الغبار الذي شاب العلاقة بين البلدين نتيجة أداء بعض اللبنانيين. ومن جهته، وصف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، دعوة رئيس الوزراء سعد الحريري لزيارة السعودية بأنها «مبادرة» طيبة لترميم العلاقات السعودية - اللبنانية، مؤكدا أن هناك نية واضحة لذلك. وتمنى جعجع أن يتمسك تيار المستقبل بالتفاهم على الحد الأنى من مسلمات وثوابت 14 آذار. وقال جعجع بعد لقائه المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا مساء أمس الأول، إن المحادثات مع العلولا كانت مباشرة وطالت المشكلات الرئيسية التي يعاني منها لبنان، مشيراً إلى أنه جرى التطرق إلى وضع الاستقرار اللبناني، مضيفا أن السعودية مستعدة لمد يد العون إلى لبنان، ولكن السعودية رأت أن هناك مبادرات عدائية تجاهها في الفترة الآخيرة.