باشر الموفد السعودي إلى بيروت المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا لقاءاته في بيروت، فاجتمع مع رئيس الجمهورية ميشال عون فور وصوله إلى العاصمة اللبنانية بعد ظهر أمس، يرافقه السفير السعودي لدى لبنان وليد اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي وليد البخاري القائم بالأعمال السابق في لبنان، ونقل المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية عن العلولا تأكيده أن بلاده «تقف إلى جانب لبنان وتدعم سيادته واستقلاله، وتتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة». وأوضح المكتب الإعلامي الرئاسي أن الموفد السعودي الذي التقى أمس أيضاً، رئيس الحكومة سعد الحريري ووجه له دعوة لزيارة الرياض، «نقل رسالة شفهية من الملك السعودي إلى عون، أكد فيها حرص القيادة السعودية على قيام أفضل العلاقات بين البلدين الشقيقين، نظراً إلى ما يجمع بين الشعبين اللبناني والسعودي من أواصر أخوّة وصداقة ومحبة». وقال الحريري في دردشة مع الصحافيين إثر لقائه العلولا إن محادثاته معه «كانت ممتازة»، مشيراً إلى أنه تلقى دعوة منه لزيارة المملكة وسيلبيها في أقرب وقت ممكن. وأضاف: «السعودية هدفها الأساسي أن يكون لبنان سيد نفسه، وهي حريصة على استقلال لبنان الكامل، وسنرى كيف سنتعاون معها في شأن المؤتمرات الدولية المقبلة» (مؤتمرات دعم الجيش في روما، ودعم الاقتصاد في باريس، واجتماع بروكسيل في شأن النازحين). وزار العلولا والوفد المرافق ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأ الفاتحة عن روحه. ودوّن الموفد السعودي كلمة في السجل الذهبي جاء فيها: «سيبقى الشهيد رفيق الحريري رمزاً وطنياً وعروبياً، وسيعود لبنان كما أراده الشهيد حراً ومنارة للعالم». وإذ أشارت الرئاسة اللبنانية إلى أن العلولا «أشاد بالقيادة الحكيمة للرئيس عون في إدارة شؤون لبنان»، ذكر بيانها الإعلامي أن الرئيس عون أكد «حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مركّزاً على محبة اللبنانيين لأشقائهم السعوديين، والرغبة في التواصل الدائم معهم وعلى مختلف المستويات». والتقى العلولا يرافقه البخاري واليعقوب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى مائدة العشاء بدعوة من الأخير. وينتظر أن يلتقي الموفد السعودي بعد ظهر اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بعد اجتماعات سيعقدها مع كل من ورؤساء الحكومة السابقين تمام سلام وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وعدد من القيادات والوزراء. وكان الحريري ترأس اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة بحث التخفيضات المطلوبة من الهيئات الدولية على أرقام موازنة عام 2018 كأحد شروط دعم الاقتصاد اللبناني. وقال الحريري:»لا نستطيع أن نكمل بهذا الإنفاق، فالبلد بحاجة إلى إصلاحات، ويجب تخفيض موازنات الوزارات، وعلينا إرسال إشارات إيجابية بالفعل وليس بالقول فقط، للدول المشاركة في المؤتمرات الدولية المقبلة». وأكد أن اللجنة ستعقد جلسات متتالية للانتهاء من الموازنة قبل التاريخ الذي حدده الرئيس بري في 5 آذار (مارس) المقبل، نظراً إلى انشغال الجميع بعدها بالتحضيرات للانتخابات النيابية»، موضحاً أن خفض نسبة 20 في المئة من موازنات الوزارات لن يشمل الخدمات الأساسية بل سيطاول الهدر فيها والنفقات غير الضرورية». وكان الحريري انشغل خلال اليومين الماضيين في التحضير لاختيار مرشحي «تيار المستقبل» وقال: «لا أحد يملك بعد صورة التحالفات، فالمفاوضات جارية والأمور ستتضح تباعاً. وميزة هذا القانون أنه يظهر حجم كل شخص، وسيتم الإعلان عن أسماء مرشحي المستقبل قريباً».