* الربيعة: المركز مد يد العون للمتضررين في 40 دولة عبر 330 مشروعاً إغاثياً رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد ظهر أمس (الإثنين) حفل افتتاح منتدى الرياض الدولي الإنساني، وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال. وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله مقر الحفل أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وعدد من المسؤولين. وفور وصول الملك سلمان عُزف السلام الملكي، وبعد أن أخذ مكانه في المنصة الرئيسة بُدئ الحفل، إذ ألقى الدكتور عبدالله الربيعة كلمة قال فيها: «في شهر مايو من عام 2015، وجهتم بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليكون مركزاً دولياً رائداً في العمل الإنساني، ينقل قيم وطننا الغالي التي نستمدها من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف إلى العالم أجمع، ويجسد الدور الإنساني للمملكة ورسالتها العالمية في الدعوة للسلم والسلام ونبذ الإرهاب والدمار». وأوضح أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، منذ إنشائه استطاع أن يسهم خلال فترة وجيرة في رفع المعاناة الإنسانية عن المجتمعات المتضررة في 40 دولة بأربع من قارات العالم من خلال 330 مشروعاً إغاثياً، وأن ينقل صورة مشرفة عن البعد الإنساني الذي تنتهجه هذه البلاد المعطاءة، وقيادتها الكريمة وشعبها المحب للخير، بعيداً عن أي دوافع أخرى، ويتم ذلك من خلال الشراكة مع منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والمحلية غير الربحية. وأضاف: واليوم يحتفل المركز بتدشين منصة المساعدات السعودية التي أقيمت بتوجيهاتكم، وإنفاذاً لأمركم الكريم في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث تعد أول منصة تقام في المنطقة بهذا الحجم لتعرض الجهود الإغاثية والإنسانية والإنمائية التي تساهم بها السعودية، ويشارك فيها العديد من الوزارات والجهات المعنية في المملكة وبنيت على أعلى المعايير الدولية. كما يواكب تشريفكم للمنتدى إصدار (المجلة الدولية الإنسانية للمركز نسختها الأولى، التي تعنى بالبحوث العلمية في الجانب الإغاثي والإنساني، والذي من خلاله يمكن دعم المناطق التي تحتاج إلى جهود إغاثية وإنسانية، وتطوير العمل الإنساني فيها. بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلماً بعنوان «الوضع الإنساني في العالم». غوتيريس: شكراً للمملكة وألقيت في الحفل كلمة مسجلة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عبر خلالها عن شكره للمملكة على تنظيمها منتدى الرياض الدولي الإنساني. وقال «مع زيادة الحاجات أكثر من أي وقت مضى، فإنه يجب علينا أن نعمل أكثر على مساعدة الضعفاء وضمان حماية المدنيين». ومن ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين بتدشين المنصة الإلكترونية للمساعدات السعودية، وكرم كبار المتبرعين وهم: أوقاف الشيخ سليمان الراجحي، وأوقاف الشيخ صالح الراجحي، وأوقاف عبدالله ومحمد السبيعي، ومطلق الغويري، ومؤسسة الجميح الخيرية، وعبدالإله بن محفوظ، والراعيين وهما: البنك السعودي الفرنسي، والبنك الأهلي. وفي ختام الحفل تشرف كبار الضيوف من الوزراء ورؤساء المنظمات الأممية الدولية بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة. كما تسلم الملك سلمان هدية تذكارية بهذه المناسبة قدمها المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. المعلمي: سجلنا ناصع في العمل الإنساني.. والأرقام أبلغ رد على المشككين أوضح مبعوث المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة الدكتور عبدالله المعلمي أن المملكة بادرت في مد يد العون والإسناد إلى جميع بقاع الأرض، إذ بلغ عدد المستفيدين من العون السعودي بمختلف أشكاله وصوره 100 دولة، وارتفعت نسبة المساعدات الإنسانية من إجمالي الدخل القومي لتتجاوز 7.5% من المتفق عليه دولياً. وقال المعلمي: «كلنا يعرف المبادرة الأخيرة التي أطلقتها المملكة وشقيقاتها من دول التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن التي بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار، وهي مبادرة ستحدث نقلة نوعية في مستوى العون الإنساني في اليمن» مؤكداً أن «سجل المملكة ناصع ومشرف في العمل الإنساني وعلى كل من يشكك في ذلك أن يحتكم معنا إلى ميزان الأرقام والإحصائيات وسنرى بعدها كيف ستكون مواقفهم». وتساءل المعلمي في كلمته خلال الجلسة الأولى للمنتدى قائلاً: «هل رأيتم صوراً أكثر إيلاماً من دموع طفل يتضور جوعاً أو يتأوه رعباً؟، وهل عرفتم ألماً يفوق الألم الذي يعتصر قلب أم لم تجد لأطفالها مأوى أو ملاذاً؟، وأب لم يتمكن من حماية أسرته أو توفير الغذاء والعلاج لهم؟، وهل وجدتم مهمة في العالم أكثر عطاءً من مهمة أصحاب الأيادي الحانية التي تمتد لتكفكف دمعة طفل أو تحتضن أماً وأبناءها في بيت دافئ؟، هذا هو جوهر العمل الإنساني سواء كان في فلسطين أو سورية أو اليمن أو بين منكوبي الأعاصير في الكاريبي والزلازل في كل مكان، هذا هو العمل الإنساني الذي نجتمع من أجله ومن أجل 135 مليون إنسان يحتاجون إلى أن يظهر العالم لهم أن كوكبنا الذي نعيش عليه ليس إلا قرية صغيرة في ملكوت الله، وأن البشر أخوة في الإنسانية، وأن من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا». وبين أن الأممالمتحدة قدرت احتياجاتها من الإغاثة بمبلغ 22.5 مليار دولار، ولو قسم هذا المبلغ على عُشْر سكان الأرض الأكثر دخلاً لبلغ نصيب الفرد 30 دولاراً في السنة، وهي تكفي للقضاء على مشكلات الإغاثة الإنسانية في العالم. الشامسي: المملكة تدعم المحتاجين دون منٍّ أو أذى أكد مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية في دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور سلطان الشامسي أن المملكة دائماً سباقة وتعمل بالخفاء ودون رياء في تقديم المساعدات للمحتاجين، وآخرها تقديم العون للمنكوبين في الغوطة الشرقية. وأضاف الدكتور الشامسي في الجلسة الأولى من منتدى الرياض الدولي الإنساني: إننا نواجه تحديات كبيرة في مجال العمل الإنساني، وعلينا أن نبذل الجهود ونضع آلية وننسق فيما بيننا، ونتمسك بمبادئ العمل الإنساني لتخطى الأزمات. بدوره، قال وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بالمملكة المتحدة اليستر بيرت إن أسباب الحاجة للعمل الإنساني تغيرت كما حدث مع التغير المناخي بمنطقة الكاريبي، مشيراً إلى أن الأطفال والنساء هم الأكثر استهدافاً في الصراعات ولا بد من حمايتهم، كما ينبغي النظر لأسباب الصراعات ونشر الوعي والمرونة في العمل الإنساني والمساءلة والشفافية. وأشارت المديرة العامة لمعهد التنمية الخارجية الدكتورة سارة بانتوليانو إلى أن هناك تغيراً بمفهوم العمل الإنساني، إذ هناك صراعات مستمرة وحروب دولية وأزمات، لذلك نحتاج إلى نموذج بديل وثقافة جديدة للعمل الإنساني نعمل في ضوئها. وتناولت الجلسة الثانية، محور التمويل والقدرات في المجال الإنساني، وتحدث فيها المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة وليام لاسي، والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة جوزيه غرازياناو، والنائب الأول لرئيس البنك الدولي لأجندة التنمية لعام 2030 الدكتور محمود محيي الدين.