سقط حي النزهة من حسابات فرع مصلحة المياه في حفر الباطن، منذ ما يزيد على 30 عاما، فأنهك العطش السكان، وباتوا مرتهنين لأصحاب الصهاريج الذين استغلوا الوضع وتلاعبوا بالأسعار دون رادع. ويتحسر السكان وهم يرون النزهة محروما من خدمة المياه، في حين تنعم بها أحياء جديدة أنشئت بعده بسنين عدة، مطالبين بإنهاء حالة العطش التي أرقتهم وأقضت مضاجعهم. ورأى لافي الشمري أن مصلحة المياه تكيل بمكيالين في تقديم الخدمة، متذمرا من حرمان حيهم من الماء، بينما تتمتع به أحياء شيدت بعده بسنين، مشيرا إلى أن عراقة النزهة وتأسيسه منذ ما يزيد على 30 عاما لم تشفع له في الحصول على السقيا. ووصف الشمري وضع حيهم بالمزري في ظل حالة العطش التي يعانون منها على مدى 3 عقود، مشيرا إلى أن مطالبهم المتكررة لمصلحة المياه بتزويدهم بإكسير الحياة لم تجد نفعا طيلة هذه السنين، لافتا إلى أن آخر طلب تقدموا به كان بتاريخ 1438/4/24 وجرى قبوله برقم الصادر 943/31294/1438 بتاريخ 1438/4/24 ولم يطرأ أي جديد على حد تعبير الشمري. وقال: «لا نطالب في حي النزهة إلا بمساواتنا ببقية الأحياء، التي حصلت على خدمة الماء رغم أنها أنشئت بعدنا بسنوات عدة»، مشيرا إلى أنهم يضطرون للتزود من باعة المياه الجوفية، رغم أنها غير صالحة للشرب وتتسبب في تلف أنابيب وتوصيلات الخزانات لملوحتها الشديدة. وذكر أن أصحاب الصهاريج يستغلون الوضع ويتلاعبون بالأسعار دون رادع، خصوصا في مواسم الغبار، حيث يرفعون سعر صهاريج الماء ل500 ريال. واعتبر سالم خليفة الشمري مشكلة العطش في حي النزهة المزمنة مستعصية على الحل، مشيرا إلى أن عمله يتطلب سفره خارج حفر الباطن باستمرار، ويعيش في مأزق حين تنفد المياه من منزله، ولا تجد أسرته من يساعدها في الحصول على صهريج ماء. وطالب الشمري مصلحة المياه النظر إلى معاناة حي النزهة باستمرار والعمل على إنهائه سريعا بتزويدهم بشبكة المياه، بدلا من بقائهم مرتهنين لأصحاب الصهاريج طيلة هذه السنين. وأفاد متيح المتيح أن حي النزهة أنشئ في حفر الباطن في فترة الثمانينات من القرن من الماضي، إلا أنه لم يزود بخدمة الماء حتى اللحظة، مبينا أنهم أصبحوا يعيشون تحت رحمة أصحاب الصهاريج التي وجدت في النزهة سوقا رائجة يتلاعبون بأسعارها كما يريدون دون رادع. واستغرب المتيح حرمان حي النزهة من خدمة المياه، بينما تنعم به أحياء أنشئت بعده مثل التلال والنهضة وحتى التي تقع في أطراف المدينة، مشيرا إلى أن المرافق الحكومية في الحي تعاني من غياب الماء مثل المدارس والمركز الصحي التي تعتمد على مياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي. وطالب المتيح مصلحة المياه في حفر الباطن بالنظر إلى معاناتهم باهتمام وتزويدهم بالخدمة التي حرموا منها ما يزيد على 3 عقود.