أنهك العطش سكان حي السلام وطيبة في المدينةالمنورة، ورغم مطالبة السكان من وزارة البيئة والمياه والزراعة إنهاء معاناتهم منذ ما يزيد على 10 سنوات، إلا أن المعاناة مستمرة، وتتفاقم يوماً بعد آخر. وتساءل الأهالي عن أسباب حرمانهم من المياه، بعد أن أزيلت جميع المعوقات التي كانت تعترضها، خصوصا الجبل الصخري الذي كان يعرقل مسار الأنبوب، متذمرين من ارتهانهم لأصحاب الصهاريج التي تدفعهم للوقوف في الأشياب أسبوعيا، مرهقة إياهم مادياً وجسدياً. وانتقد علي محمد القرني تجاهل الوزارة لمطالبهم بتزويد حيهم بشبكة المياه، مستغربا أن مناشداتهم التي امتدت لأكثر من عقد من الزمن، لم تجد نفعاً. وقال: «كانوا يتعذرون في السابق من وجود جبل صخرى يعرقل مسار الأنبوب إلا أن المسار تغير بناء على توجيه من إمارة المنطقة ورفض الفرع فتح الأنبوب، إلا مع بدء تغذية المدينة من قبل محطة التحلية للمرحلة الثالثة»، معربا عن أسفه لعدم تجاوب الفرع مع مطالبهم المتكررة. وأضاف: «وحين وتوجهنا إلى مدير فرع وزارة المياة وطلبنا فتح الأنبوب الرئيسي للسكان الذين يعانون بشكل كبير، رد بأنه يخشى أن تتأثر الأحياء المجاورة جراء فتح الأنبوب والخط الرئيسي الذي يقع على طريق الجامعات»، مبينا أن الفرع مد الأنابيب لغالبية منازل الحي، إلا أنه لم تتم الاستفادة منها. واستغرب عبدالرحمن الجهني حرمان حيهم من شبكة المياه رغم أنه لا يبعد عن المسجد النبوي الشريف سوى ثمانية كيلومترات، مشيرا إلى أنهم يعانون أسبوعياً من رحلة البحث عن صهاريج المياه والانتظار أمام شيب مصلحة العزيزية، للحصول على صهريج، مبيناً أن هذه المعاناة تتواصل لأكثر من 10 سنوات.. وشدد على ضرورة إنهاء هذه المعاناة بعد زوال كل العراقيل التي كانت تتحجج بها الوزارة، مشيرا إلى أن الفرع أعلن عن بدء استقبال طلبات التقديم لتركيب العدادات إلا أنه عند التقديم اعتذروا عن استقبال الطلبات بدعوى عدم وجود قرار صادر بذلك، «رغم أن الفرع أعلن بشكل رسمي عن طريق مديره بدء استقبال الطلبات». وتذمر سالم الحربي من حالة العطش التي انهكتهم منذ ما يزيد على 10 سنوات، مطالبا بإنهاء معاناتهم، بعد أن أزيلت جميع المعوقات التي كانت تعترضهم، ملمحا إلى أن مناشداتهم المتكررة بتزويدهم بشبكة مياه لم تجدِ نفعا. وأفاد أن حالة العطش جعلتهم مرتهنين لأصحاب الصهاريج الذين يتلاعبون بالأسعار دون رادع. وحين اتصلت «عكاظ» بالمدير العام للمياه في المدينةالمنورة المهندس صالج جبلاوي، لنقل معاناة الأهالي إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة.