يشبه إلى حد قليل نقر كعب فتاة حسناء على الرخام، أو تشويش موجات الراديو إذا جاء منهمراً، إلا أن الجميع يتفق على أن ل«صوت المطر» حين يأتي انهماراً أو على عجل نكهة مختلفة وجرساً موسيقياً أخاذاً أعمق من أن يكون «مرسول محبين» أو «تعاتيب خلان». وعلى الرغم من محاولات الشعر الحديث وصف صوت المطر أو تشبيهه منذ أولى محاولات بدر شاكر السياب تغيير شكل القصيدة بأنشودة للمطر سحّ ما سحّ فيها من دموع المطر الثقال التي شكل بها لوحة غنائية غزيرة، لم تشبه خيال الشعراء النبطيين الذين كثيراً ما تمنوا أن تسقي «هماليل» السحاب أرضاً سكنت بها من يعشقون. كل المحاولات التي سبقت «قلت المطر» لم تقنع الشاعر النبطي المجدد بدر بن عبدالمحسن الذي حاول بإعجازه الأدبي إعادة تعريف المطر بطريقته في سحابته المغناة بصوت طلال «قلت المطر» ب:«عشقٍ جمع ما بين قاع وغيمة / سيّل على صدر الثرى دمع الامزان... همس النديم اللي يعاتب نديمه/ صوت المطر كنّه تعاتيب خلّان». قصائد كثيرة انهمرت قبل أن يجدد فهد المساعد طريقة التغني بصوت المطر الذي صنع منه مبعوثاً رسمياً لمن يحب في «ما علّمك صوت المطر كيف احتريك.. والا المطر ما جاب لك طاري ابد»، قبل أن يعيد سرحان الزهراني صياغة صوت المطر صانعاً منه إحساساً وشعوراً مختلفاً يقول: «قالت الطايف مطر وين المظّله.. قلت غايب من يظللك بغيابي / قالت انته لو تغيب العمر كلّه.. يكفي احساس المطر لا دق بابي».