تخرج القصيدة من اروقة الشاعر وحجراته دونما تخطيط مسبق لآلية الحرف وكيفية ايصاله للمتلقي. سؤال يمتزج في فكر الشاعر ومعمعته الذاتية. هل إخراج القصيد إخراجاً غنائيا أو طرحها بأسلوب الشيلات المتنوع يضيف للقصيدة بهرجة أخرى؟.. أم أن هذا الاسلوب الاخراجي يعتبر في بعض الاحيان من أساليب البهرجة الاخراجية القاتلة لهدف القصيدة وهيكلها؟.. ويكون هذا السقوط المدوي في بهرجة القصيدة واضحا حين يسقطها المخرج خارج جوها الشعري من خلال لحن يقتل طابع القصيدة ومناسبة كتابتها. لذلك قد تجد بعض من القصائد التي لم تسقط في هذا المنحدر لأنها وببساطة كتبت منذ بدايتها على انها قصيدة غنائية. إن الحديث هنا عن القضية المنبثقة من رحم الشعر للشعر ذاته وكيف إن سماعها مغناه لأول مرة قد يخدمها قبل ان تطرح بوضوح. هناك الكثير من القصائد التي لم تطرق اروقة قلوبنا ، اولاً الا غنائيا لنستمع لشاعرها بعد فترة لينقلها لنا بحسه وصوته لربما القصيدة الممزوجة بصوت كاتبها ونقله لحسه وتصويراته بصوته فهي لها تأثير اكبر لجمهور يعشق الشعر وطريقة القاء الشاعر. اذاً دعونا نتفق ان طريقة نقل القصيدة للمتلقي ترتكز على الاخراج الامثل للقصيدة دونما مبالغة في الاخراج و دونما زجه في قالب النسخ واللصق الغنائي فالقصيدة ترتكز على قوة وتأثير الكلمة ولا مانع ان دعمت الكلمة بلحن يسير هو والقصيدة بخط متوازي يخدم القصيدة ويعلو بها.