أقام ملتقى جسور الثقافية والذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون الرياض ندوة بعنوان «حوار حول الموسيقى.. أسئلة وأجوبة عن الموسيقى»، أعدها وقدمها نخبة من المهتمين بالموسيقى، وهم يحيى مفرح زريقان وخالد الشامي وفاضل التركي واستهل في البداية يحيى زريقان بتأبين لحياة الراحل الموسيقار سراج عمر وسيرة حياته، حيث بين إنه ينحدر من أسرة فنية من ناحية الأب والأم، موضحاً إنه بدأ حياته عازفاً للكمان متأثراً بجيله من الرواد مثل محمد علي سندي ومحمود حلواني وفوزي محسون، وارتبط بصداقة كبيرة مع الفنان محمد عبده بدت بأغنية «يا حبيبي أنستانا» ومع الفنان طلال مداح سنة 1972م. في الرياض في بيت بالفقيه حيث انطلقت أغنية «ما تقول لنا صاحب» وفي اليوم الثاني غناها على مسرح التلفزيون، ومن يومها ولد سراج عمر ملحناً، وهو عضو مؤسس في جمعية الثقافة والفنون في بداية تأسيس الجمعية وعضو مؤسس لاتحاد الفنانين العرب، ونائب لرئيس اتحاد الموسيقيين العرب وأول فنان سعودي عضو في جمعية المؤلفين والملحنين في باريس، قدم خالد الشامي ورقته والتي تناولت «الفلاسفة والموسيقى» وآراء خالدة، حيث عرف بالموسيقى، وذكر بعض مقولات الفلاسفة، مبتدئاً ببيتهوفن الذي قال: يجب أن تبعث الموسيقى النار من فكر البشر. ونقل عن جبران والذي وصفها: بأنها جسم من الحشاشة لها روح من النفس وعقل من القلب. فيما نقل عن نيتشة: إن الحياة بدون موسيقى ستكون مجرد خطأ.وديكارت الذي قال: الموسيقى هي الفن الوحيد الذي يتحد مع الدين اتحادا وثيقا. فيما نقل عن أينشتاين قوله: لو لم أكن فيزيائياً من المحتمل أن أصبح موسيقياً.. غالباً ما أفكر بالموسيقى, أحلام اليقظة لدي الموسيقى وأنظر إلى حياتي بدلالة الموسيقى.. أجمل أوقاتي هي تلك التي أقضيها بالعزف على الكمان. وبين الشامي إنه قد يتوصل بالألحان الحسان إلى خير الدنيا، فمن ذلك أنها تبعث على مكارم الأخلاق ومن اصطناع المعروف وصلة الأرحام، والابتعاد عن الأعراض والتجاوز عن الذنوب، وما جاء في العقد الفريد لابن عبدربه الاندلسي. فيما يقول يحيى مفرح: إن الموسيقى نهر من الحياة يعيش على ضفتيه البشر. بدأ فاضل التركي ورقته على خلفية إن الموسيقى للتسلية وما بين العلم والتسلية، وإن مفهوم الموسيقى أكبر بكبير من وصفها بذلك، وهي أرفع وحياً من ما تلهم الفلسفة والحكمة، كما قال بيتهوفن، وإن الكم الكبير من المعارف التي يشتغل عليها الموسيقيين والعلماء إنما دليل على أهمية وقدر الموسيقى وهي تصنع ذاكرة، وهي تجربة مسجلة موثقة لكن بشكل مرتجل، مضيفاً أن تجربة الموسيقى أبعد بكثير من مجرد تمضية وقت، ويميز الموسيقى اليوم إن خبراتها سحرية وعجيبة، ومهما حاولنا نفلسفها ونتذوقها، تبقى في النهاية تجربة نعيشها سواء كنا نسمع أو نؤلف ونلحن. ثم قدم المشاركون بعض المقطوعات الموسيقية لاقت استحسان الحضور. وأوضح المشرف على ملتقى «جسور ثقافية» صالح الخليفة أن الملتقى يقدم منتج جديد تحت مسمى «حوار حول الموسيقى»، بحيث تكون منصة دائمة للموسيقى والثقافة والفكر الموسيقى ما بين المهتمين والموسيقيين والأكاديميين والمجتمع والجمهور، تحت رعاية ودعم فرع جمعية الثقافة والفنون بالرياض.